وَهَوىٰ عَلَيهِ ما هُنالِكَ قائِلاً |
|
اليَومَ بانَ عَنِ اليَمينِ حُسامُها |
اليَومَ سارَ عَنِ الكَتائِبِ كَبشُها |
|
اليَومَ بانَ عَنِ الهُداةِ إِمامُها |
اليَومَ آلَ إِلى التَّفَرُّقِ جَمعُنا |
|
اليَومَ حُلَّ عَنِ البُنودِ نِظامُها |
اليَومَ نامَتْ أَعيْنٌ بِكَ لَمْ تَنَمْ |
|
وَتَسَهَّدَتْ أُخْرىٰ فَعَزَّ مَنامُها |
أَشَقيقُ روحِيَ هَلْ تَراكَ عَلِمْتَ أَنْ |
|
غودِرتَ وَانْثالَتْ عَلَيكَ لِئامُها |
قَدْ خِلْتُ أَطْبَقَتِ السَّماءُ عَلَى الثَّرىٰ |
|
أَوْ دُكْدِكَتْ فَـوقَ الرُّبى أَعْلامُها |
لكِنْ أَهانَ الخَطبُ عِندِيَ أَنَّني |
|
بِكَ لاحِقٌ أَمْراً قَضىٰ عَلّامُها (١) |
ومهما قال الشعراء والكتّاب فإنّهم لا يستطيعون أن يصفوا ما ألمّ بالإمام من فادح الحزن ، وعظيم المصاب .
ووصفه أرباب المقاتل بأنّه قام من أخيه وهو لا يتمكّن أن ينقل قدميه ، وقد بان عليه الانكسار ، وهو الصبور ، واتّجه صوب المخيّم وهو يكفكف دموعه ، فاستقبلته سكينة قائلة : أين عمّي أبو الفضل ؟
فغرق بالبكاء ، وأخبرها بنبرات متقطّعة من شدّة البكاء بشهادته (٢) ، وذعرت سكينة وعلا صراخها ، ولمّا سمعت بطلة كربلاء حفيدة الرسول صلىاللهعليهوآله بشهادة أخيها الذي ما ترك لوناً من ألوان البرّ والمعروف إلّا قدّمه لها ، أخذت تعاني آلام الاحتضار ، ووضعت يدها على قلبها المذاب ، وهي تصيح : وا أخاه . . وا عبّاساه . . وا ضعيتنا بعدك .
يا لهول الفاجعة . .
يا لهول الكارثة . .
__________________________
(١) الدرّ النضيد : ٢٩٦ .
(٢) قمر بني هاشم / المقرّم : ١١٢ .