لقد ضجّت البقعة من كثرة الصراخ والبكاء ، وأخذت عقائل النبوّة يلطمن الوجوه وقد أيقنّ بالضياع بعده ، وشاركهنّ الثاكل الحزين أبو الشهداء في محنتهنّ ومصابهنّ ، وقد علا صوته قائلاً : واضَيْعَتَنا بَعْدَكَ يا أَبا الفَضْلِ (١) .
لقد شعر أبو عبد الله عليهالسلام بالضيعة والغربة بعد فقده لأخيه الذي ليس مثله أخ في برّه ووفائه ومواساته ، فكانت فاجعته به أقسى ما مُني به من المصائب والكوارث .
وداعاً يا قمر بني هاشم
وداعاً يا فجر كلّ ليل
وداعاً يا رمز المواساة والوفاء
سلام عليك يوم ولدت ، ويوم استشهدت ، ويوم تبعث حيّاً
اَلحَمْدُللهِ رَبِّ العَالَمين وَصَلَّى اللهُ عَلَىٰ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَىٰ آلِهِ الطَّاهِرينَ
__________________________
(١) مقتل الحسين عليهالسلام / المقرّم : ٣٣٩ .