الرفيعة ، وقد لازم بصورة خاصّة أخاه أبا الشهداء الإمام الحسين عليهالسلام ، فكان لا يفارقه في حلّه وترحاله ، وقد تأثّر بسلوكه ، وانطبعت في قرارة نفسه مُثله الكريمة ، وسجاياه الحميدة ، حتّى صار صورة صادقة عنه يحكيه في مُثله واتّجاهاته .
وقد أخلص له الإمام الحسين عليهالسلام كأعظم ما يكون الإخلاص ، وقدّمه على جميع أهل بيته لما رأى منه من الودّ الصادق له حتّى فداه بنفسه .
إنّ المكوّنات التربويّة الصالحة التي ظفر بها سيّدنا أبو الفضل العبّاس عليهالسلام قد رفعته إلى مستوى العظماء والمصلحين الذين غيّروا مجرى تاريخ البشريّة بما قدّموه لها من التضحيات الهائلة في سبيل قضاياها المصيريّة ، وإنقاذها من ظلمات الذلّ والعبوديّة .
لقد نشأ أبو الفضل على التضحية والفداء من أجل إعلاء كلمة الحقّ ، ورفع رسالة الإسلام الهادفة إلى تحرير إرادة الإنسان ، وبناء مجتمع أفضل تسوده العدالة والمحبّة والإيثار ، وقد تأثر العبّاس بهذه المبادئ العظيمة ، وناضل في سبيلها كأشدّ ما يكون النضال ، فقد غرسها في أعماق نفسه ، ودخائل ذاته ، أبوه أمير المؤمنين ، وأخواه الحسن والحسين عليهمالسلام .
هؤلاء العظام الذين حملوا مشعل الحريّة والكرامة ، وفتحوا الآفاق المشرقة لجميع شعوب العالم واُمم الأرض من أجل كرامتهم وحرّيّتهم ، ومن أجل أن تسود العدالة والقيم الكريمة بين الناس .