لفظه مع اتحاد طريقه دليل ضعفه.
على أن مذهب ابن عباس في نفي التوريث بالعصبة مشهور ، وراوي الحديث إذا خالف كان قدحا في الحديث ، والهزيل ابن شرحبيل مجهول ضعيف.
ثم إن أبا موسى لم يسند ذلك إلى النبي عليهالسلام ، وفتواه لا حجة فيها ، ولا حجة أيضا في قضاء معاذ بذلك ، ولا في كونه على عهد رسول الله ما لم يثبت علمه عليهالسلام به وإقراره عليه ، وفي الخبر ما يبطل أن تكون الأخت أخذت بالتعصيب ، وهو قوله : ولم يورث العصبة شيئا ، لأنها لو كانت ها هنا عصبة ، لقال : ولم يورث باقي العصبة شيئا.
على أن هذه الأخبار لو سلمت من كل قدح ، لكانت معارضة بأخبار مثلها ، واردة من طرق المخالف ، مثل قوله عليهالسلام : من ترك مالا فلأهله (١) ، وقول ابن عباس وجابر بن عبد الله : إن المال كله للبنت دون الأخت ، وروى الأعمش (٢) مثل ذلك عن إبراهيم النخعي (٣) ، وبه قضى عبد الله بن الزبير (٤) على ما حكاه
__________________
(١) صحيح الترمذي : ٤ ـ ٤١٣ برقم ٢٠٩٠ وسنن أبي داود : ٣ ـ ١٢٣ ، وسنن البيهقي : ٦ ـ ٢٠١ و ٣٥١ ، ومسند أحمد بن حنبل : ٢ ـ ٢٨٧ و ٤٥٠ و ٣ ـ ٢١٥ و ٣٣٨.
(٢) سليمان بن مهران الأسدي الكاهلي ، مولاهم أبو محمد الكوفي الأعمش ، يقال أصله من طبرستان وولد بالكوفة ، وروى عن عبد الله بن أوفى وزيد بن وهب وأبي وائل وعامر الشعبي وإبراهيم النخعي ، وروى عنه الحكم بن عتيبة وأبو إسحاق السبيعي وسليمان التيمي وغيرهم ، قيل ولد يوم قتل الحسين عليهالسلام وذلك يوم عاشوراء سنة ٦١ ه ـ وقيل : ٥٨ ومات ١٤٨ ه ـ لاحظ تهذيب التهذيب : ٤ ـ ٢٢٢ والكنى والألقاب : ٢ ـ ٣٩.
(٣) إبراهيم بن يزيد بن قيس بن الأسود النخعي ، الفقيه الكوفي روى عن خالية : الأسود وعبد الرحمن ابني يزيد ومسروق وغيرهم ، وروى عنه الأعمش ومنصور وحماد بن سليمان مات سنة ٩٦ ه ـ لاحظ تهذيب التهذيب : ١ ـ ١٧٧.
(٤) عبد الله بن الزبير بن العوام بن خويلد روى عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وعلي عليهالسلام وعن جده أبي بكر (لأن أمه أسماء كانت بنت أبي بكر) وخالته عائشة ، وروى عنه جماعة مات سنة ٧٣ لاحظ أسد الغابة : ٣ ـ ١٦١ وتهذيب التهذيب : ٥ ـ ٢١٣.