من مسافة ، أو بناء أو نهر ، بدليل الإجماع الماضي ذكره.
ومن دخل المسجد ولم يجد مقاما له في الصفوف ، أجزأه أن يقوم وحده ، محاذيا لمقام الإمام ، وانعقدت صلاته ، بدليل الإجماع الماضي ذكره ، ويعارض المخالف بما روى من طرقهم عن أبي بكر (١) : أنه دخل المسجد وهو يلهث ، فوجد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم راكعا ، فركع خلف الصف ، ثم دخل في الصف ، فلما فرغ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : من أحرم خلف الصف؟ فقال : أنا ، فقال : زادك الله حرصا ولا تعد. (٢) ولو لم يكن صلاته انعقدت ، لأمره بإعادتها.
ونهيه عن العود يحتمل أن يكون عن العود إلى تأخر عن الصلاة ، أو عن دخول المسجد وهو يلهث ، لأن المصلي مأمور بأن يأتي الصلاة وعليه السكينة والوقار.
ومن أدرك الإمام راكعا فقد أدرك الركعة بلا خلاف ، فإن سبقه بركعته جعل ثانية الإمام له أولة ، وإذا جلس الإمام للتشهد ، جلس هو مستوفزا (٣) ولم يتشهد ، فإذا نهض الإمام إلى الثالثة ، نهض معه إليها ، وهي له ثانية ، فقرأ لنفسه الحمد وسورة ، فإذا ركع الإمام ركع بركوعه وسجد بسجوده ، فإذا نهض الإمام إلى الرابعة جلس هو فتشهد تشهدا خفيفا ، ولحق الإمام قائما ، فركع بركوعه وسجد بسجوده ، فإذا جلس الإمام للتشهد الأخير ، فليجلس هو مستوفزا ولا يتشهد ، فإذا سلم الإمام ، نهض هو فتمم الصلاة.
وإن سبق بركعتين فآخرتا الإمام له أولتان ، يقرأ فيهما لنفسه كالمنفرد ، ويتبع الإمام فيما يفعله إلى أن يسلم ، فإذا سلم ، نهض هو ، فتمم باقي الصلاة ، وكذلك حكم من سبق بثلاث ركعات. ويدل على أن ما أدركه المسبوق أول صلاته الإجماع الماضي ذكره.
__________________
(١) في المصدر : عن أبي بكرة.
(٢) سنن البيهقي : ٢ ـ ٩٠ و : ٣ ـ ١٠٦.
(٣) استوفز في قعدته : قعد منتصبا غير مطمئن. المصباح المنير.