ـ أن يكون العامل حروف التنبيه ، أو التحضيض ، أو العرض :
فكلّها تتضمن معنى الفعل دون حروفه. نحو : ها ضاحكا ذا زيد ، على أن العامل فى الحال ما فى (ها) من معنى التنبيه ، ولا يجوز أن تجعل العامل ما فى اسم الإشارة من معنى الفعل.
ـ أن يكون العامل الاستفهام المقصود به التعظيم :
نحو : يا جارتا ما أنت جارة (١). حيث تنتصب (جارة) على الحالية ، والعامل (ما) فى قوله (ما أنت) من معنى التعظيم ، والتقدير : كرمت جارة ، أو : عظمت ، أو : نبلت.
ـ أن تكون الحال فى تركيب استفهامى حقيقى أو بلاغىّ :
نحو : مالك واقفا؟ وما شأنه غضبان؟. حيث كلّ من (واقفا ، وغضبان) حال منصوبة ، والعامل فيها ما فى الخبر من معنى الفعل ، والمقصود بالخبر فى الأول : شبه الجملة ، وفى الثانى : (شأن).
ومنه قوله تعالى : (فَما لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ) [المدثر : ٤٩]. حيث (معرضين) حال منصوبة ، وعلامة نصبها الياء ، وصاحبها ضمير الغائبين المجرور فى شبه الجملة الخبر (لهم) ، وهى حال لازمة.
ومثله قوله تعالى : (وَما لَنا لا نُؤْمِنُ بِاللهِ وَما جاءَنا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَنْ يُدْخِلَنا رَبُّنا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ) [المائدة : ٨٤]. حيث الجملة الفعلية (لا نؤمن بالله) فى محل نصب ، حال من ضمير المتكلمين فى شبه الجملة الخبر (لنا).
__________________
(١) فيه أحوال إعرابية أخرى : ـ أن تكون (جارة) منصوبة على التمييز ، إلى جانب الحالية ، مع كون (ما) استفهامية فى محل رفع ، مبتدأ ، أو خبر مقدم ، و (أنت) خبر ، أو مبتدأ مؤخر.
ـ قد تحتسب (ما) نافية ، فتكون (أنت) مبتدأ أو اسمها ، و (جارة) منصوبة لأنها خبر (ما) ، أو مرفوعة لأنها خبر المبتدإ ، وكلها فيها معنى التعظيم مع التعجب.