حيث الأول تكون مؤكدة لما هو مبتدأ ، ونجعل العامل رسولا ، ومن حيث الثانى تكون مؤكدة للخبر ، ويكون العامل ما فيه معنى الفعل من لفظ التوكيد ، أو غير ذلك.
لذا يرجح أن تكون حالا من الخبر (رسول) ، سواء أجعلتها حالا مؤكدة ، أم حالا مبينة ، وهو الأرجح عندى ، وفى رأيى ـ كذلك ـ أن نجعلها حالا مؤكدة لمضمون الجملة السابقة عليها ، وهى (إنى رسول الله) ، باحتساب (رسول الله) اسما جامدا.
ى ـ الحال من المبتدإ والخبر معا :
قد تأتى الحال مبينة لهيئة قرن الخبر بالمبتدإ ، وقرنهما معا يتمثل فى الحكم الكامن فى الخبر والمسند إلى المبتدإ ، أو المخبر به عن المبتدإ ، فتأتى الحال لتبين هيئة هذا الاقتران ، وهذه الهيئة تكمن فى معنى الحال ، وفى هذا التركيب يكون ركنا الجملة الاسمية اسمين جامدين ، فأقول : هو محمد كريما ، حيث أخبرت عن الغائب المتحدث عنه أنه محمد ، ثم بينت هيئة هذا الاقتران بأنه فى حال كرم.
ومثل ذلك أن تقول : أنا خالد بطلا شجاعا ، وهو أخوك عبد الله رحيما.
ولك أن تقول : إنه محمود عالما. هو أبوك عطوفا ، إنه أخوك مناضلا ، وهذه هى الحال المؤكدة لمضمون الجملة.
ك ـ الحال من الفعل :
يذكر السهيلى : «نعنى بالحال صفة الفاعل التى فيها ضميره ، أو صفة المفعول ، أو صفة المصدر الذى عمل فيها ... ثم يذكر : وإذا قلت : جاء زيد مشيا ، عمل فيه أيضا ، لا من حيث كان صفة لزيد ؛ لأنه لا ضمير فيه يعود على زيد ، ولكن من حيث كان صفة للمصدر الذى هو المجىء ، فيعمل فيه (جاء) كما يعمل فى المصدر» (١).
__________________
(١) نتائج الفكر ٣٩٤ ، ٣٩٥.