فالصفة تفرق بين اسمين مشتركين فى اللفظ ، أما الحال فهى زيادة فى الفائدة والخبر ، فإذا قلت : أقبل محمد المبتسم ، يعنى هذا أن هناك من يسمى محمدا آخر ، ففرقت بالصفة ، لكنك إذا قلت : أقبل محمد مبتسما ، زدت فى الإخبار بالحال.
كما أن الحال تشترك مع تمييز النسبة غير المحول فى معنى الوصفية. فإذا قلت : لله دره فارسا ، فإن التمييز (فارسا) وإن كان يلمس فيه معنى الوصفية إلا أنه لا يقصد به بيان الهيئة ، وإنما بيان جنس المتعجب منه (١). فبعد أن تعجبت منه بالقول : (لله دره) ميزت جهة التعجب بالمعنى المفهوم من (فارسا). فالسمة الفارقة بين الحال وبعض أنواع التمييز إنما هى بيان الهيئة التى تميّز الحال.
أما ما يميز الحال عن بعض معانى النائب عن المفعول المطلق التى يمكن أن تتداخل معها إنما هو الوصفية ؛ لأن معانى النائب عن المفعول المطلق لا يلمس فيها معنى الوصفية. فإذا قيل : رجع القهقرى ، فإن (القهقرى) ليس صفة ، وإنما هى لبيان نوع الرجوع ، وليس هيئته.
والتشابه المعنوى قائم ـ بقوة ـ بين الخبر والنعت والحال ، ولذلك فإنه يمكن لك أن تحول كلا من الحال والخبر والنعت إلى الآخر عن طريق التغيير فى بنية الجملة أو التركيب المنشأ. مثال ذلك :
ـ أكلت البرتقالة ناضجة (حال منصوبة).
ـ البرتقالة ناضجة (خبر مرفوع).
ـ أكلت البرتقالة الناضجة (نعت منصوب).
ـ البرتقالة الناضجة مأكولة (نعت مرفوع).
ـ أمسكت ببرتقالة ناضجة (نعت مجرور).
ولك أن تجرى هذه التغييرات والعلاقات المعنوية فى كلّ مما يأتى :
ـ محمد وسمير مبتسمان.
__________________
(١) ينظر شرح الألفية لابن الناظم : ٣١١.