مما اتصل به» (١). أو أنه : «المخرج تحقيقا أو تقديرا من مذكور أو متروك بـ (إلا) ، أو ما فى معناها بشرط الفائدة (٢)». فيجمع بذلك بين المستثنى المتصل والمنقطع ، والتامّ والمفرغ ، كما يجمع بين الأداة (إلا) وغيرها مما يستثنى به.
ولو أمعنا النظر فى حقيقة الاستثناء لوجدنا أنه مخالفة استدراكية فى الحكم ؛ لذا فإن الاستثناء هو : إخراج حكم المستثنى من حكم المستثنى منه بأدوات مخصوصة ، هى : (إلا) وما جرى مجراها من أسماء وأفعال وحروف ، وهذا الإخراج يدور مع الحكم ـ إن نفيا وإن إثباتا.
فعندما تقول : شذّبت الأشجار إلا شجرة. فأنت تخرج الحكم الواقع على الشجرة مما دخل فيه مجموع الأشجار من حكم ، فالحكم الأول المخرج منه هو التشذيب ، والحكم الآخر المخرج هو عدم التشذيب ، وهو واقع على شجرة واحدة.
وإذا قلت : ما جاء من الطلاب إلا محمد. فأنت مخرج الحكم الواقع على (محمد) من الحكم الواقع على الطلاب ، والأول حكم منفىّ ، فيكون الثانى حكما مثبتا ، وهو مجىء محمد.
ولو أنك قلت : ما جاء إلا علىّ. فإنك تلمس أن الحكم الواقع على (علىّ) يخالف الحكم المذكور قبل الأداة (إلا) التى استثنى بها ، فما قبلها منفىّ ، وما بعدها مثبت لعلىّ وهو المجىء.
فأنت ترى أن الاستثناء مخالفة استدراكية فى الحكم ، والاستدراك يحقق تضاعف الخبر ؛ لهذا فإن الاستثناء فى الحقيقة إنما هو فى الأفعال ، فهى التى تفيد الحكم.
تنبيه :
إنشاء الاستثناء غير الإخبار بالاستثناء (٣). فإنشاء الاستثناء يكون باستخدام أدوات الاستثناء لإفادة معنى الاستثناء ، فتطبق فى كل منها قواعد التركيب الخاصة بها ، كما يفاد منه المعانى التى نوجهها فى التركيب الاستثنائى.
__________________
(١) المنتخب ٩٦.
(٢) شرح التصريح ١ ـ ٣٤٦.
(٣) ينظر : شرح الجمل للخفاف ١ ـ ١١٢.