ثالثا : إذا كان الكلام ناقصا منفيا :
أى : لا يوجد المستثنى منه ، ويوجد به أداة نفى ، أو ما فيه معنى النفى ، فيكون ـ حينئذ ـ مفرغا ، حيث يحتاج ما قبل (إلّا) إلى ما بعدها من مرفوع أو منصوب أو مجرور ، فيعرب ما بعد (إلا) حسب موقعه فى الكلام. أى : إن الاسم فى الاستثناء المفرغ يكون على حسب ما يقتضيه العامل قبل (إلا) من مرفوع أو منصوب أو مجرور.
ويفرغ العامل لما بعد (إلا) بعد نفى صريح أو مؤول ، أى : نفى بلاغى ، أو نهى ، ولا يأتى فى كلام موجب ، نحو :
ما أجاب إلا طالبان. (طالبان فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الألف لأنه مثنى).
فالاستثناء مفرغ ، لا يوجد المستثنى منه ، وبه أداة نفى ، فتفرغ ما قبل (إلا) وهو الفعل (أجاب) لما بعدها من مرفوع له ، وهو المستثنى (طالبان) ، فرفع على الفاعلية.
ما فهمنا إلا درسين. (درسين مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الياء لأنه مثنى).
ما يقدّر إلا المحترمون. (المحترمون نائب فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الواو لأنه جمع مذكر سالم).
ما أعجبنا إلا بمشهدين اثنين. (مشهدين) اسم مجرور بعد الباء ، وعلامة جره الياء لأنه مثنى).
ومنه قوله تعالى : (وَما أَمْرُنا إِلَّا واحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ) [القمر : ٥٠]. حيث (واحدة) خبر المبتدإ (أمر) مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، وذلك لأن الاستثناء ناقص منفىّ ، فهو مفرغ.
وقوله تعالى : (وَما نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ) [الأنعام : ٤٨ ، والكهف : ٥٦]. فتعرب (مبشرين) حالا منصوبة.