إطلاقه على أكثر من كلمة ، أو : يتضمن أجزاء متعددة ، فيحدّد أو يخصّص دلالته باستخدام المميّز أو التمييز ، فكأن المميّز مميّز لعلاقة معنوية واحدة لكلمة ما من علاقاتها العديدة بكلمات أخرى ، وهذه العلاقة تكون دائما عامة فى مدلولها ، وليست خاصة بالمميّز.
فإذا قلت : اشتريت ثلاثة ، فإن (ثلاثة) تصلح أن تكون لكل شىء مخلوق فى الوجود موجود أو متخيل ، فهو اسم مبهم غير محدّد الجانب ، إذ يمكن أن ينتقل من كلمة إلى أخرى ، فارتباطه الدلالىّ بالكلمات فى اللغة غير محدد ، فهو اسم مبهم ، مثل هذا الاسم يحتاج إلى تمييز يزيل إبهامه ، ويحدد أحد الجوانب المعنوية التى يصلح لها ، ويريدها المتحدث أو منشئ الكلام ، ويكون ذلك فيما يضاف إليه ، فكأن ما يميز يعزل علاقة واحدة عن علاقات متعددة ، كأن تقول : ثلاثة كتب ، ثلاثة أقلام ، ثلاثة منازل ... إلخ ، حيث تصلح ثلاثة أن يكون لها علاقة بكل هذه الكلمات وكلمات أخرى كثيرة غيرها ، فتميز أو تعزل إحدى هذه العلاقات عن غيرها ، بذكر التمييز ، فتذكر : كتبا أو أقلاما أو منازل ... أو غيرها.
كذلك إذا قلت : مصر أطيب ، فإن كلمة (أطيب) تصلح لمعان عديدة ، حيث تصلح للأرض ، وللرجال ، وللنساء ، وللجو ، وللمناخ ، وللهواء ، وللسكنى ...
إلى غير ذلك مما يوجد فى مصر ، فتحدد إحدى هذه الجهات المعنوية أو تعزل باستخدام ما يزيل هذا الإبهام ، أو الشمول والعموم والغموض فى المعنى عن طريق التمييز ، كأن يكون : أطيب هواء ، أطيب جوا ، أطيب رجالا ... إلخ.
ومثل هذا المفهوم من زوال الإبهام والغموض تحتاج إليه كلّ المعانى الكلية التى تحتاج إلى تمييز ، وهى : المساحات ، والمكيلات ، والأوزان ، وما أشبهها ، والأعداد وما يكنى به عنها ، والجمل ذات المعانى المبهمة : من نقل للتمييز عن الفاعلية أو المفعولية ، أو المجرور ، أو الابتدائية ، أو ما ميز معنى التعجب.
والمقصود بالإبهام فى الجملة إبهام فى الجملة الفعلية ، حيث يلتمس الإبهام فى العلاقة بين الفعل ومعموله ، وحقيقة الإبهام فى الجملة حقيقته فى اسم الذات ،