ـ أم كانت معرفة ، نحو : أرسلها العراك ، مررت بهم الجمّاء الغفير ، وطلبته جهدك ، آمنت بالله وحده. وهم يؤوّلون هذه المصادر : إما بالوصف المشتق ، فيكون التقدير : قتلته صابرا ، وأتيته راكضا ، وعاديا ، وماشيا ... إلخ.
وإما على حذف مضاف ، فيكون التقدير : قتلته ذا صبر ، وأتيته ذا ركض ، وذا عدو ، وذا مشى ... إلخ.
وإما على احتسابها مفعولا مطلقا لفعل محذوف ، وهو الحال ، فيكون التقدير : قتلته أصبر صبرا ، وأتيته أركض ركضا ، وأعدو عدوا ، وأمشى مشيا ... الخ.
وأكثر النحاة يذهبون إلى أن هذه المصادر موضوعة بمعنى الحال ، فيكون معنى : جاء زيد مشيا ، أى : ماشيا.
وهم يختلفون فيما بينهم بين كونها سماعية أو قياسية ، ويذهب المبرد إلى أنها قياسية بشرط دلالة الفعل على الحال. أما جمهور النحاة وعلى رأسهم سيبويه فإنهم يذهبون إلى كونها سماعية.
ولم يقرّ جمهور النحاة القياس على ما سبق من مجىء المصدر حالا إلا فى ثلاثة مواضع ، وهى :
أولها : المصدر الواقع بعد خبر معرف بالألف واللام الدالة على الكمال ، نحو : أنت الرجل علما ، هو العاقل أدبا ونبلا. المصدر (علما) وقع بعد الخبر (الرجل) ، وهو معرف بالألف واللام ، ودالّ على الكمال ، أى : معنى الرجولة الكاملة ، وتلمس ذلك فى المصدر (أدبا) المذكور بعد الخبر المعرف بالألف واللام الدالة على كمال الصفة (العاقل). ويكون التقدير : أنت الرجل فى حال علم ، وهو العاقل فى حال أدب ونبل.
ثانيها : المصدر الواقع بعد خبر يشبّه به مبتدأه ، نحو : أنت عنترة شجاعة ، حافظ زهير شعرا ، إنه حاتم كرما. فأنت تلحظ أن ضمير المخاطب (أنت) مشبه