ففيه (مجد) مضاف إلى المصدر (تمهيد) ، وهو مفعوله ، فكان مجرورا لفظا منصوبا محلّا ، فعطف عليه (سودد) منصوبا على المحل.
ومنه قول الراجز :
ما جعل امرا القوم سيدا |
|
إلا اعتياد الخلق الممجّدا (١) |
(الخلق) مضاف إلى المصدر (اعتياد) ، وهو مفعول فى المعنى ، فهو مجرور لفظا للإضافة ، منصوب محلا للمعنى ، فجاءت صفته (الممجدا) منصوبة على المحل.
يذكر ابن مالك فى شرحه للتسهيل :«ونبّهت بقولى : فإن كان مفعولا ليس بعده مرفوع بالمصدر ؛ على ثلاثة أوجه فى تابع المجرور من نحو : عرفت تطليق المرأة ؛ فى نعت المرأة والمعطوف عليها :الجر على اللفظ ، والنصب على تقدير المصدر بفعل الفاعل ، والرفع على تقديره بفعل ما لم يسمّ فاعله ، وفى الحديث : أمر بقتل الأبتر وذو الطفيتين ، على تقدير : أمر بأن يقتل الأبتر وذو الطفيتين» (٢).
فى المثل الذى ذكره : عرفت تطليق المرأة ، تقديره : عرفت أن طلّقت المرأة ، فالمرأة أضيفت إلى مصدر ما لم يسمّ فاعله ، فيجوز فى تابع المرأة ثلاثة أوجه ، فتقول : عرفت تطليق المرأة الفاسدة وصديقتها ، بالرفع على أن المصدر لفعل مبنى للمجهول ، فتكون المرأة مجرورة لفظا ، مرفوعة محلا.
وتنطقها بالنصب على أن المصدر لفعل مبنى للمعلوم ، فتكون المرأة مجرورة لفظا ، منصوبة محلا ، هذا إلى جانب الجرّ فيهما على اللفظ.
وكذلك إذا قلت : ساءنى ضربك وأخيك ، والتقدير : أن ضربت وأخوك ، فيجوز فى المعطوف (أخيك) الجرّ على اللفظ ، والنصب على فعل الفاعل ، والرفع على فعل النائب عن الفاعل.
__________________
(١) شرح التسهيل ٣ ـ ١٢٠ المساعد على التسهيل ٣ ـ ١٢٠.
(٢) شرح التسهيل ٣ ـ ١٢١.