وأوجه الخلاف فى هذه الصور التى تقبح أو تقلّ تتركز فى ثلاثة :
أ ـ مذهب الكوفيين : وهو الجواز مطلقا.
ب ـ الجواز فى الشعر ، والمنع فى النثر ، ويعبرون عن ذلك بالقبح ، أو القلة.
ج ـ من النحاة من يذهب إلى المنع مطلقا ، وعلى رأسهم المبرد.
ومنه قول النابغة :
ونأخذ بعده بذ ناب عيش |
|
أجبّ الظهر ليس له سنام (١) |
حيث يروى بنصب (الظهر) على التشبيه بالمفعول به ، أو على التمييز على رأى الكوفيين ، لكنه ممتنع عند الجمهور ، وهو معرف بالأداة ، ويروى بالجرّ على الإضافة ، ويروى بالرفع على الفاعلية.
ذلك على مثال : حسن الوجه ، بنصب (الوجه).
وقول الراجز عمرو بن لجأ ، وينسب إلى عمرو بن لحى التميمى :
أنعتها إنّى من نعّاتها |
|
كوم الذّرى وادقة سرّاتها (٢) |
حيث نصبت الصفة المشبهة (وادقة) معمولها (سرّات) ، وهو مضاف إلى ضمير الموصوف ، حيث الضمير يعود إلى النّوق ، وعلامة النصب الكسرة.
وفيه دليل على جواز : زيد حسن وجهه. بنصب (وجه).
__________________
(١) الكتاب ١ ـ ١٩٦ / المقتضب ٢ ـ ١٧٩ / أمالى ابن الشجرى ٢ ـ ١٤٣ / شرح ابن يعيش ٣ ـ ٥٧٩ ، ٤ ـ ٥٣٤ ، ٦ ـ ٨٣ ، ٨٥ / شرح التسهيل ٣ ـ ٩٦ / شرح ابن الناظم ٤٤٩ / الصبان على الأشمونى ٣ ـ ١١. الذناب : العقب ، أجب الظهر : مقطوع السنام.
(أجبّ) يروى بالجر نعتا لعيش مجرورا. وبالنصب على الحالية ، وبالرفع على أنه خبر لمبتدإ محذوف.
(٢) المفصل ٢٣٢ / المقتصد فى شرح الإيضاح ١ ـ ٥٥١ / شرح ابن معطى ٢ ـ ٩٩٨ / شرح ابن يعيش ٦ ـ ٨٣ ، ٨٨ / شرح التسهيل ٣ ـ ٩٦ وروايته فى بيتين / العينى ٣ ـ ٥٨٣ / الصبان على الأشمونى ٣ ـ ١١. أنعتها : أصفها ، كوم : جمع كوماء ، وهى الناقة العظيمة السنام ، الذرى : جمع ذروة ، وهى السنام ، وادقة : دانية من الأرض ، سرّاتها : جمع سرّة.