ومنه قول الشاعر :
ما علمت امرأ أحبّ إليه ال |
|
بذل منك يا ابن سنان (١) |
اسم التفضيل (أحب) ، وهو صفة للمفعول به امرئ ، رفع الاسم الظاهر (البذل) ، فهو فاعله.
ومثله :
لا قول أبعد عنه نفع منه عن |
|
نهى الخلىّ عن الغرام متيّما (٢) |
اسم التفضيل (أبعد) رفع الاسم الظاهر (نفع) ، فهو فاعله.
يذكر سيبويه : «وإن شئت قلت : ما رأيت أحدا أحسن فى عينه الكحل منه ، وما رأيت رجلا أبغض إليه الشرّ منه ، وما من أيام أحبّ إلى الله فيها الصوم من عشر ذى الحجة» (٣).
حيث الضمير فى (منه) يعود على الاسم المرفوع ؛ لأنه مفضل فى هذا الموضع على نفسه فى الموضع الآخر.
وقد تختصر كذلك ، وتقول : ما رأيت أحدا أحسن فى عينه الكحل من عين زيد ، أو : من زيد. على تقدير : من كحل عين زيد (٤). فتحذف مضافا واحدا ، أو مضافين.
وقد يستغنى عن المفضل لفهمه من السياق ، أو للعلم به ، ومنه قول سحيم بن وثيل :
مررت على وادى السباع ولا أرى |
|
كوادى السباع حين يظلم واديا |
__________________
(١) شرح التسهيل ٣ ـ ٦٥ / شذور الذهب ٤٣٠ / شواهد القطر رقم ١٣٢.
(٢) شرح التسهيل ٣ ـ ٦٥.
(٣) شرح التسهيل ٣ ـ ٦٦ / الأشباه والنظائر ٤ ـ ٢٠٨.
(٤) شرح التسهيل ٣ ـ ٦٧.