حيث الجملة الفعلية (لمّا يثقّب) فى محل نصب على الحالية من (الدر) ، وهى منفية بـ (لما) ، وارتبطت مع صاحبها بوساطة الضمير دون الواو.
وذكر أبو حيان قول عبد الله بن محمد بن أبى عيينة :
أبعد بلائى إذ وجدته |
|
طريحا كنصل السيف لمّا يركّب |
وقوله أيضا :
وفللت منه حدّه وتركته |
|
كهدبة ثوب الخزّ لما يهذّب (١) |
رابعا : أن تكون جملة الحال معطوفة على حال سابقة دون جمعهما :
إذا كانت الحال جملة معطوفة على حال سابقة عليها فإنها لا ترتبط بصاحبها بالواو ، حتى لا يتوالى حرفان : أولهما عاطف ، والآخر شبيه بالعاطف ، ذلك نحو قوله تعالى : (وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها فَجاءَها بَأْسُنا بَياتاً أَوْ هُمْ قائِلُونَ) [الأعراف : ٤]. حيث الجملة الاسمية (هم قائلون) فى محلّ نصب على الحالية ، بالعطف على الحال السابقة عليها (بياتا) ، فلم يجمع بين واو الحال وحرف العطف ، ولم يقل : أووهم ...
* ملحوظة :
يلحظ أن العاطف بين جملتى الحال إذا كان الواو فإن الواو لا تكون واو الحال أو الابتداء ، وبذلك فإنها لا تحتسب رابطا ، كأن تقول : «جاء محمد يجرى ويلهث» ، فجملة (يجرى) فى محل نصب ، حال ، وقد عطف عليها الجملة الحالية (يلهث) ، وحرف العطف هو الواو ، والرابط فيهما هو الضمير المستتر فى الفعل ، فليست الواو واو الحال ، وليست رابطة بين الحال وصاحبها.
__________________
منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، وفعله محذوف. (وطاعة) الواو حرف عطف مبنى لا محل له ، (طاعة) منصوب على المصدرية لفعل محذوف. (وحدرتا) الواو عاطفة. حدرتا : فعل ماض مبنى على الفتح ، والتاء للتأنيث ، وألف الاثنين ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل. (كالدر) جار ومجرور ، وشبه الجملة فى محل نصب على الحالية. (لما) حرف نفى وجزم وقلب مبنى ، لا محل له من الإعراب. (يثقب) فعل مضارع مجزوم بعد لما ، وعلامة جزمه السكون ، وحرك بالكسر من أجل الروى ، وهو مبنى للمجهول. ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره : هو ، والجملة الفعلية فى محل نصب على الحالية.
(١) ارتشاف الضرب ٢ ـ ٣٦٨.