ـ قد يكون التعدد كما هو فى التركيب السابق لكنه باستعمال حرف العطف ، كأن تقول : أقبلت على دراستى شغوفا ومجتهدا ، ولدىّ أمل فى التفوق. أنت تلحظ عطف الأحوال بوساطة الواو.
ومنه قوله تعالى : (فَنادَتْهُ الْمَلائِكَةُ وَهُوَ قائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرابِ أَنَّ اللهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيى مُصَدِّقاً بِكَلِمَةٍ مِنَ اللهِ وَسَيِّداً وَحَصُوراً وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ)(١) [آل عمران : ٣٩].
كل من : (مصدقا ، سيدا ، حصورا ، نبيا) حال من يحيى ، لكنها أحوال معطوفة على الحال الأولى.
ومن النحاة من يرى أن مثل هذا التركيب ليس من قبيل تعدد الحال ؛ لأنّ من شرط التعدد عدم الاقتران بحرف العطف (٢).
ـ قد يكون تعدد الحال فى اللفظ دون المعنى وصاحبها واحد ، كأن يقال : أكلت الرمان حلوا حامضا ، حيث (حلوا حامضا) حالان فيهما تعدد فى اللفظ ، لكن معناهما واحد ، وهو : (مزّ) ، فكأنك سبكت من الحالين حالا واحدة ، أو حولت الحال الواحدة إلى حالين متضامنتين فى المعنى.
ـ قد يكون تعدد الحال فى المعنى دون اللفظ ، سواء أكان صاحبها متعددا فى المعنى دون اللفظ ، نحو : جاء الطالبان مسرعين ، وجلس الحاضرون منتبهين ، حيث كل من (مسرعين ، منتبهين) حال من الطالبين والحاضرين ، وإن كان المعنى فيهما يدل على التثنية فى الأولى ، والجمع فى الثانية ، فاللفظ واحد.
ومنه قوله تعالى : (وَتَرَى الْفُلْكَ مَواخِرَ فِيهِ) [لنحل : ١٤]. (مواخر) حال منصوبة بالفتحة من (الفلك) ، وهو جمع.
__________________
(١) الجملة الاسمية (وهو قائم) فى محل نصب على الحالية من المفعول به ضمير الغائب فى (نادته). الجملة الفعلية (يصلى) يجوز أن تكون خبرا ثانيا للمبتدإ (هو) فى محل رفع ، ويجوز أن تجعلها فى محل نصب على الحالية من الضمير المستكن فى اسم الفاعل (قائم). (أن الله يبشرك) المصدر المؤول من (أن) المفتوحة الهمزة ، واسمها لفظ الجلالة ، وخبرها الجملة الفعلية فى محل نصب على نزع الخافض ، أو فى محل جر بتقدير وجود حرف الجر. والتقدير : بأن الله يبشرك. وفيها قراءة كسر همزة (أن) على إجراء النداء مجرى القول ، أو على إضمار القول ، والتقدير : فقالت له الملائكة : إن ، أو : فنادته فقالت ...
(٢) شرح التصريح ١ ـ ٣٨٥.