.................................................................................................
______________________________________________________
سهواً يحتاج إلى سجدتين ، فظهر ظهوراً تامّاً أنّه في الصلاة بعد ملاحظة ما ذكرنا في التقريب ، لا أنّ صلاة الاحتياط صلاة مستقلّة كالعصر بعد الظهر. والحاصل : أنّه إن ظهر منه حرمة فلا ريب أنّها من حرمة الصلاة بلا خفاء ، مع أنّ مقتضى ما ذكره ابن إدريس عدم الحرمة أصلاً كما هو شأن الصلاة المنفردة. وحمل كلامه على كونها منفردة من جهة وغير منفردة من جهة اخرى فيه ما فيه ، لاقتضاء كونه من تتمّة الصلاة مراعاة الجزئية مهما تيسّر.
فإن قلت : لعلّ الاحتياط صلاة منفردة إلّا أنّا نقول بحرمة فعل المنافي بينهما من جهة الإجماع ولو لاه لكنّا نقول بعدم الحرمة أيضاً. قلنا : هذا فيه ما فيه أيضاً إذ لم يدّع أحد الإجماع على تحريم فعل المنافي بينهما تعبّداً من غير مدخلية للبطلان أصلاً ، لأنّ الفقهاء غير ابن إدريس حكموا بالمنع لكون الاحتياط معرضاً لتمامية الصلاة كما هو صريح أدلّتهم ، وفتواهم في غاية الوضوح في ذلك ، فلذا نسب الخلاف إلى خصوص ابن إدريس ، نعم وافقه العلّامة في خصوص الإرشاد (١) ، انتهى.
قلت : قد وافقه أيضاً في «التحرير (٢)» والشهيدان في «اللمعة (٣) والبيان (٤) والروض (٥) والمسالك (٦) والروضة (٧)» وهو خيرة «الجعفرية (٨) والغرية والهلالية والمقاصد العلية (٩)
__________________
(١) مصابيح الظلام : في صلاة الاحتياط ج ٢ ص ٣٦١ س ١٤ وص ٣٦٢ س ١٦ (مخطوط في مكتبة الگلپايگاني).
(٢) تحرير الأحكام : في صلاة الاحتياط ج ١ ص ٥٠ س ١٧.
(٣) اللمعة الدمشقية : في صلاة الاحتياط ص ٤٢.
(٤) البيان : في صلاة الاحتياط ص ١٥١.
(٥) روض الجنان : في صلاة الاحتياط ص ٣٥٣ س ٦.
(٦) مسالك الأفهام : في الخلل ج ١ ص ٢٩٦.
(٧) الروضة البهية : في صلاة الاحتياط ج ١ ص ٧١١.
(٨) الرسالة الجعفرية (رسائل المحقّق الكركي : ج ١) ص ١٢٠.
(٩) المقاصد العلية : في صلاة الاحتياط ص ٣٥٠.