فلذلك نستطيع أن نأخذ بها في الحالات المماثلة ، مما يجعلنا نتحرّك بها في الحاضر والمستقبل ، لأنّ ، سنة الله لا تتبدل ولا تتحول (فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللهِ تَبْدِيلاً وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللهِ تَحْوِيلاً) [فاطر : ٤٣].
وإذا كانت الجوانب المعنوية تلتقي مع الجوانب المادية في أكثر من معنى ، فإنّنا يمكن أن نستوحي المعنوي من المادي ، كما نستوحي العام من الخاص إذا كانت الخصوصية لا تمثّل شيئا حيويا في الفكرة أو في الحكم أو في الواقع.
وهناك عدة أبحاث حول عناوين القرآن مما يتمثل في علوم القرآن ، نرجو أن نوفق لتقديم بحث مفصل عنها في كتاب جديد.
وهذا الكتاب قد صدر قبل أكثر من عشرين سنة وطبعت أجزاؤه عدة طبعات ، ونفد من الأسواق منذ زمن وكثرت الحاجة إليه من قبل القراء والدارسين ... فعزمنا على إصداره في طبعة جديدة ، بعد أن أعدنا النظر في بعض أبحاثه ، مبدين بعض الملاحظات حولها ، ومناقشين بعض الأفكار الواردة في بعض الدراسات التفسيرية والفكرية ولا سيما ما ورد في تفسير الميزان للعلامة الكبير السيّد محمّد حسين الطباطبائي ـ رحمة الله ـ ، الذي هو من أفضل التفاسير الحديثة ثراء وتنوعا فكريا وتفسيرياً ، ولذا فقد حاولت درس بعض أبحاثه درساً نقدياً بنّاء على مستوى أسلوب التفسير أو مواد الفكر.
وقد وصلنا بهذه الزيادات إلى أوائل سورة الأعراف ، ومع الابتهال إلى الله ، أرجو من السميع القدير أن يحالفني التوفيق في استكمال تلك الزيادات إلى آخر القرآن في طبعة جديدة. وإنّني ، في ختام هذه المقدمة ، أرجو من كلّ إخواني من القرّاء والعلماء والمفكرين ، أن يقدموا إليّ ما يجدونه من ملاحظات علمية هي خلاصة عمل منهجي نقدي بنّاء يتوخى البحث عن الحقيقة التفسيرية والفكرية الإسلامية ، بما يفرضه الأدب العلمي والتقوى