لأن ذلك يمثل حالة كذب في الحركة والمظهر ، وإن لم يكن كذبا في اللسان.
* * *
القصد في المشي
(وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ) ، والقصد هو الاعتدال في الشيء ، والمقصود أن على الإنسان أن يعتدل في طريقته في المشي ، من دون أيّة حركة استعراضية زائدة عن الحالة الطبيعية التي يؤدي بها المشي مهمته في الوصول إلى الهدف ، لأن ذلك يكشف عن عقدة نقص وعن حالة ضعف ، مما يستعمله الناس للإيحاء بنقيض ذلك ، ليكون المظهر غطاء للواقع المنهار ، كمن يدقّ الأرض بقدمه بشدّة للإيحاء بقوّة غير موجودة.
* * *
الغض من الصوت
(وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ) لأن رفع الصوت بطريقة غير معتادة لا يدّل على أيّة حالة توازن ، لأن الصوت يمثل الوسيلة الطبيعية لتسهيل عملية التخاطب والتفاهم ، فيكفي فيه ما يحقق ذلك. أمّا ما زاد على ذلك ، فإنه يتحوّل إلى سفه وإزعاج للآخرين الذين قد يحتاجون إلى الهدوء والراحة والتخفف من صخب الواقع ، فيمنعهم الصوت العالي من ذلك كله ، هذا بالإضافة إلى أن الصوت كلما ارتفع أكثر ، كلما كان أبعد عن الذوق الفني الجماليّ ، لأنه يلتقي بأصوات الحمير المنكرة (إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْواتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ) الذي يملأ الجو بالإزعاج ويدفع الإنسان إلى التوتر العصبيّ في أكثر من موقع.
* * *