الآخرين مما يجعلهم في موقع القادر على إيصال الأمور إلى درجة التحقق والإنجاز ، وذلك عند ما يحتاج الإنسان إلى مثل هذا ، في ما تقتضيه طبيعة القضايا المرتبطة بإرادة الآخرين. فالله سبحانه وتعالى هو المستقل بتدبير الكون ، وتنظيم أموركم ، وهو الذي يحسم كل ما يتعلق بشؤونكم وشؤون حياتكم وحياة كل مخلوقاته من دون أيّة مدخلية لأحد في شيء من ذلك ، فلا سبب بينه وبين هذه الأمور مجتمعة إلا ما شاء وأراد.
* * *
شفاعة الله
وقد اختلف المفسرون في إطلاق كلمة الشفيع على الله سبحانه ، لأن هذه الكلمة تعني الوساطة لدى الغير مما لا يتصور له أيّ معنى في الله ، ولكن التأمّل في الآية يوحي بأن المقصود هو نفي علاقة أيّ جهة بإرادته بنفي صفة الولاية والشفاعة عن الآلهة المدّعاة من قبلهم ، وليس المقصود الحديث عن صفة الله في الولاية والشفاعة في هذا المجال ، مما يجعل التأكيد على أن لا يكون من دونه وليا وشفيعا ، منطلقا من مناقشة الفكرة الشركية لا لتقرير الصفة التوحيدية في ذلك ؛ والله العالم.
* * *
عروج الملائكة والروح
(يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّماءِ إِلَى الْأَرْضِ) في ما قد توحيه كلمة السماء من معنى العلوّ والسموّ الذي يتحرك تدبير الله منه ، في سلسلة مترابطة تشمل كل الظواهر