(الْمَضاجِعِ) : جمع مضجع ، وهو الفراش وموضع النوم.
* * *
من صفات المؤمنين في علاقاتهم بالله
(إِنَّما يُؤْمِنُ بِآياتِنَا الَّذِينَ إِذا ذُكِّرُوا بِها خَرُّوا سُجَّداً وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ) هؤلاء الذين عاشوا القلق الروحي الباحث عن الله من أجل الوصول إلى معرفته ، وانفتحوا على كل لمعات النور التي تقود إليه ، وتحركوا هنا وهناك ، ليبحثوا عن مواقع رضاه في كل كلمة من كلماته ، لم يواجهوا الحياة بغفلة ، ولم يبيعوا المصير بشهوة ، ولم يمروا بها مرورا عابرا كما يفعل الغافلون الذين لا يتوقفون أمام مواقع العظة والعبرة ، بل توقفوا عند كل ظاهرة من ظواهرها ، وكل حدث من أحداثها ، وتطلعوا إلى المستقبل من دروس الحاضر ، وعاشوا الحاضر في أجواء تجربة الماضي منه للحياة ، مما يجعل أسماعهم مفتوحة لآيات الله ، وقلوبهم مشغوفة بذكره وحياتهم متحركة في دروبه.
فإذا ذكروا بآيات الله ازدادوا معرفة بعظمته ، وإيمانا بوحدانيته ، فعاشوا الخشوع في أعماقهم ، والخضوع له في وجدانهم ، والانسحاق أمامه بإرادتهم ومشاعرهم ، فسجدوا بين يديه ، إعلانا للتسليم المطلق له ، ليسجد له كل عضو في أجسادهم وكل خفقة قلب في أفئدتهم ، وكل نبضة روح في أرواحهم ، وعرفوا الله في مواقع حمده ، التي هي مواقع خلقه ونعمه ، فسبحوا بحمده ، ليبقى لهم تسبيح الحمد ، وحمد التسبيح ، انفتاحا دائما على آفاق عظمته التي يصغر أمامها كل شيء سواه (وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ) فليست الكبرياء من أخلاقهم لتقودهم إلى التمرّد على الحق ، والابتعاد عن أهله ، والتكبر عن الإقرار بحقائقه ، وإلى الإعراض عن الله ، بل هم المتواضعون الذين يتواضعون