القيادي في موارده الخاصة والعامة (وَلِذِي الْقُرْبى) ورد في روايات أهل البيت عليهالسلام أن المراد بهم قرابة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، كما ورد ذلك في أكثر روايات المفسرين من غيرهم إلا من شذ.
(وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ) قالت الإمامية إن المراد بهم أيتام بني هاشم ومساكينهم وابن السبيل ، وقال جميع الفقهاء من غيرهم هم يتامى الناس عامة وكذلك المساكين وابن السبيل ، وروى في مجمع البيان أن هناك رواية عن أهل البيت عليهالسلام توحي بالشمول (١) ، وهو الأقرب إلى طبيعة أجواء الآية والسياق. وقد وقع بين المفسرين خلاف حول موضوع هذه الآية وما قبلها ، هل هو واحد ليكون الحكم في الآية الثانية هو حكم الآية الأولى ، فلا يكون هناك أي نوع من الإيحاء بالمصرف ، بل تبقى الآية في أجواء ولاية الرسول عليه ، باعتبار أنه هو الذي سلطه الله عليه ، من دون أن يقاتل المسلمون عليه ، فتكون الآية الثانية تحديدا للمصرف في ما يجب أن يقوم به الرسول في عملية التوزيع ، أو أن المراد به الجزية والخراج ، أو أن المراد به الغنيمة أيا كان مصدرها وقيل : إنه منسوخ بآية الأنفال رقم / ١٤.
ولكن الظاهر هو أنّ الموضوع واحد في الآيتين وهو الفيء ، وليس اختصاص الآية الأولى ببني النضير وشمول الثانية لأهل القرى موجبا لاختلاف الحكم ، لأن المسألة في الموضوع قد تكون من باب الخاص والعام الذي يكون الحديث فيه عن الخاص على أساس أجواء القصة ، وعن العام على أساس القاعدة العامة ، مع ملاحظة أن كل الأقوال الأخرى لا تملك شاهدا من السياق أو من غيره ، بينما يملك الوجه الذي استقربناه وحدة السياق ووحدة الموضوع ، وحاجة المورد إلى تحديد المصرف ، كما هي العادة الجارية في
__________________
(١) الطبرسي ، أبو علي الفضل بن الحسن ، مجمع البيان في تفسير القرآن ، دار المعرفة ، ط : ١ ، ١٤٠٦ ه ـ ١٩٨٦ م ، م : ٥ ، ص : ٣٩١