والمحرمات.
(فَبايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللهَ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) في ما أخطئوا فيه ، وفي ما انحرفوا عنه ثم تابوا منه إلى الله.
ولعل التأكيد على هذه الأمور في مضمون البيعة من جهة أنها تعبّر عن بعض القضايا الملحة في الأوضاع التي تعيشها المرأة أمام قضايا الانحراف ، وبذلك تكون نموذجا لكل مواقع الانحراف في المحرمات التي يمكن للمرأة أن ترتكبها ، لأن البيعة تتحرك في الالتزام بالإسلام كله ، لا ببعض أحكامه وقضاياه.
وقد جاء في الكافي بإسناده عن أبان عن أبي عبد الله «جعفر الصادق عليهالسلام» قال : لما فتح رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم مكة بايع الرجال ثم جاءت النساء يبايعنه ، فأنزل الله عزوجل (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذا جاءَكَ الْمُؤْمِناتُ يُبايِعْنَكَ) إلى آخر الآية.
قالت هند : أما الولد ، فقد ربّيناهم صغارا وقتلتهم كبارا ، وقالت أم حكيم بنت الحارث بن هشام ، وكانت عند عكرمة بن أبي جهل : يا رسول الله ما ذاك المعروف الذي أمرنا الله أن لا نعصيك فيه؟ قال : لا تلطمن خدا ، ولا تخمشن وجها ، ولا تنتفن شعرا ، ولا تشققن جيبا ، ولا تسودن ثوبا ، ولا تدعين بويل. فبايعهن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم على هذا.
فقالت : يا رسول الله كيف نبايعك؟ قال : إنني لا أصافح النساء ، فدعا بقدح من ماء ، فأدخل يده فيه ثم أخرجها ، فقال : أدخلن أيديكن في هذا الماء (١).
وجاء في تفسير القمي بإسناده عن عبد الله بن سنان قال : سألت أبا عبد
__________________
(١) تفسير الميزان ، ج : ١٩ ، ص : ٢٥٥.