في الألوهية والعبادة والطاعة ، بحيث تختصر مفردات الإسلام كلها ، فهو النافذة التي تطل على الدين كله ، ولعل التعبير عن التوحيد ، الذي هو عقيدة إيجابية ، بالامتناع عن الإشراك الذي هو حالة سلبية ، من جهة أن الواقع الذي يعيش فيه المجتمع آنذاك هو واقع الشرك العبادي الذي كان يلتقي بالعقيدة بالله ، في ما كانوا يعتقدونه في الأصنام بأنها تقربهم إلى الله زلفى ، حيث كانوا يقدمون لها فروض العبادة ، الأمر الذي كان يفرض التأكيد على رفض الشرك فكرا وعملا لتتخلص العقيدة بالله من شوائب الشرك ، وليكون التوحيد هو الخط الذي يلتزمونه في الإيمان بالله ، ورفض الشرك في العقيدة والعبادة.
(وَلا يَسْرِقْنَ) لتكون المرأة أمينة على مال زوجها وأهلها وكل الناس من حولها ، فإن الأمانة من الأخلاق الأصيلة في التخطيط الأخلاقي للشخصية المسلمة. (وَلا يَزْنِينَ) لأن الزنى يؤدي إلى اختلال الأوضاع الأخلاقية الاجتماعية في المسألة الجنسية التي أراد الله لها أن لا تتحرك بعيدا عن البيت الزوجي ، لئلا تتحول العلاقات ، في هذا الإطار ، إلى ما يشبه الفوضى التي تسيء إلى الكثير من قضايا المجتمع في نظامه العام. (وَلا يَقْتُلْنَ أَوْلادَهُنَ) ، سواء كان ذلك بالإجهاض أو بالقتل المتعمد بالطريقة المألوفة. (وَلا يَأْتِينَ بِبُهْتانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَ) وذلك بأن ينسبن أولادهن إلى غير آبائهن من خلال علاقات الزنى التي تؤدي إلى حمل الزوجة من أجنبيّ ثم تكذب على زوجها وتفتري عليه ، بنسبة الولد إليه. ولعل التعبير بالبهتان الذي (يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَ) ، باعتبار أن الولد إذا سقط في حال الوضع فإنه يسقط بين يدي الأم ورجليها.
(وَلا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ) في كل ما تأمرهن به من الطاعة في فعل الخير والامتناع عن الشر ، لتكون البيعة التزاما بالمعروف كله في ما يأمر به النبي من موقع رسالته وقيادته ، وبذلك يشمل رفض المعصية ، الواجبات