منه ، أو البخل به عمن يستحقونه ، أو في موارده الواجبة ، أو في غير ذلك ، وكمعاداة من تحسن موالاته ، أو موالاة من يريد الله معاداته ، وكالدخول في بعض المحاور السياسية الضالة أو الكافرة مما لا يجوز للمؤمن الدخول فيه ، وكتأييد بعض المواقف التي يجب رفضها أو رفض المواقف التي يجب تأييدها ، ونحو ذلك من الأمور التي قد يطلب الأزواج والأولاد القيام بها لقصر نظر ذاتي ، أو لشهوة حسية ، أو لطمع ماديّ ، أو نحو ذلك.
وهكذا في الأمور العاطفية وغيرها ، فكونوا على حذر من ذلك كله ، حيث تناقشون كل القضايا المطروحة عليكم أو الطلبات المقدمة منهم لتدرسوا فيها جانب المصلحة أو جانب المفسدة ، ليكون قبولكم عن تأمل ودراسة عميقة ، وليكون رفضكم عن وعي وتدبر.
وإذا كانت الآية تتحدث عن الأولاد والأزواج ، فإنها لا تتحدث عن خصوصيتهم ، بل تتحدث عن المنوذج الذي يرتبط بالإنسان المؤمن ارتباطا عاطفيا ، في ما يمكن أن يقوده إليه من الضلال من هذا الموقع العاطفي.
(وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) وقد جاءت هذه الكلمات لتثير في نفس الإنسان هذه المعاني التي تلتقي بالابتعاد عن كل النوازع النفسية السلبية أو كل الأعمال القاسية ضدهم في حال اكتشاف عدواتهم ، لأن طبيعة الصلة القريبة قد تجعل من هذه المواقف الداخلية أو الخارجية مشكلة صعبة ، تربك حياة الإنسان وتعقّد علاقاته ، وترهق عاطفته ، الأمر الذي أراد الله من خلاله أن يخفف عن الإنسان تأثيرات الموقف عليه في التزامه بموقف العداوة العملي الذي توحي به الآية ، في ما يمكن أن يستوحيه الإنسان من مسئولية الموقف ، فكان هذا التوجيه التسامحي لونا من ألوان التأكيد بأن اعتبار هؤلاء أعداء لا يعني ضرورة مواجهته بالشدة وبالأخذ بالذنب ، كما يواجه الإنسان عدوه ، بل كل ما يعنيه هو الوقوف موقف الحذر