حركة الواقع من حولهم ، من خلال الوعي لعظمة الله الذي خلق سبع سماوات وسبع أرضين ، وللحقيقة الروحية التي تخاطب كل أسرار الغيب في الحياة وفي الإنسان ، بأن الله قد أحاط بكل شيء علما.
وقد نستوحي من هذا الجو الذي يتحرك فيه التشريع المتعلق ببعض الأحوال الشخصية للإنسان ، أن الأسلوب القرآني لا يريد للتربية الشرعية أن تنطلق على أساس الحديث عن المفردات الشرعية بطريقة جافة مجردة ، على طريقة العرض القانوني للمواد القانونية ، بعيدا عن الجانب الوعظي الروحي ، لأن الإسلام لا يريد عرض القانون الشرعي للحصول على المعرفة المجردة ، أو للالتزام العملي الجامد ، بل يريد تحريك الشريعة في أجواء الإيمان بحيث يحس الإنسان في تصوره لها والتزامه بها بالحيوية الروحية التي تفتح قلبه على الله ، وروحه على الاستغراق في مسئوليته أمامه ، وعقله على ضرورة التكامل مع كل الواقع الكوني في بلوغ المدى الذي يريد الله للحياة أن تبلغه في كل مفرداتها الوجودية ، مما يجعل من حركته فيه عنصر تكامل وانفتاح وانضباط واستقامة على الخط المستقيم.
وعلى ضوء ذلك ، فلا بد للعاملين في حقل التربية الإسلامية ، وفي أجواء الوعظ والإرشاد ، من أن يمنحوا الأسلوب التعليمي الحيوية الروحية التي لا تجعل من الالتزام الشرعي حالة تقليدية ، بل تجعل منه حالة إيمانية ينطلق فيها الالتزام من موقع الإيمان ، حيث يزداد الإيمان به قوة وحرارة كما يزداد بالإيمان فاعلية وتأثيرا في عناصر الحركة في داخل الشخصية الإسلامية.
وقد تحدثنا عن أسرار التشريع الإسلامي للطلاق ، وكيف جعله بيد الرجل ، وعن الحكمة في تشريع العدة ، وذلك في ما تحدثنا به في سورة البقرة في تفسير الآية (٢٢٨) فليراجع هناك.