نفسك وتنهاهم عما تنهى به نفسك (١).
وفي حديث آخر ـ في الكافي ـ بإسناده عن سماعة عن أبي بصير عن أبي عبد الله قال : قلت : كيف أقيهم؟ قال : تأمرهم بما أمر الله وتنهاهم عما نهى الله ، فإن أطاعوك كنت قد وقيتهم ، وإن عصوك كنت قد قضيت ما عليك (٢).
وفي ضوء ذلك ، نفهم أن المسألة تندرج في مسئولية الإنسان في مجال الدعوة إلى الله ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، بالوسائل المتنوعة التي تقود إلى الاقتناع الفكري والإيمان القلبي ، وبالأساليب الضاغطة التي تثير أمام الإنسان الكثير مما يفرض عليه النظر بجدّية ومسئولية إلى المسائل التي تطرح عليه ، ليفكر فيها ، وليتوجه إلى الالتزام بها.
وقد تكون خصوصية الأهل من خلال توفّر الأجواء الضاغطة التي يملكها الإنسان تجاههم ، باعتبار القرب العاطفي والمصالح المادية ، والمجتمع الواحد الذي يتحركون فيه ، مما تلتقي فيه العاطفة بالعقل والعادة والأجواء المشتركة.
وهذا هو ما ينبغي للآباء والأمهات أن يتحملوا مسئوليته في رعاية شؤون أولادهم الدينية ، بالتأكيد على تنمية المشاعر الإيمانية في مشاعرهم ، وتركيز العقيدة الإسلامية في أفكارهم ، وتحريك الالتزام الديني في واقعهم العملي قبل أن يسبقهم إليهم الضالون المضلّون من الكافرين والمنحرفين والمستكبرين بما يثيرونه من أفكار الكفر وعاداته وتقاليده ، ليصوغوا أجيالنا صياغة كافرة ، قد تؤدي إلى تعقيدهم ضد الإسلام فكرا وعملا.
__________________
(١) تفسير الميزان ، ج : ١٩ ، ص : ٣٥٦.
(٢) (م. ن) ج : ١٩. ص : ٣٥٦.