الحساب في ذلك كله على أساس الدقة المتناهية في كل المفردات الصغيرة والكبيرة.
وها أنتم تقفون في ساحة النار لتعتذروا عن كفركم ومعاصيكم في الدنيا. ولكن ما فائدة ذلك كله ، وما جدواه ، لأن الساعة هي ساعة الصدق الذي لا يمثل شيئا من منطقكم المتهرب الكاذب ، فما عليكم إلا الاستسلام لمنطق الحقيقة التي تفرض نفسها عليكم من خلال اللاحجة على كل ما عملتموه. (لا تَعْتَذِرُوا الْيَوْمَ) فلن تجديكم كل هذه الاعتذارات أو التبريرات ، (إِنَّما تُجْزَوْنَ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) ، لأن أعمالكم السابقة لم ترتكز على قاعدة من الفكر الذي يملك حجّة ، أو ينتهي إلى أساس من العذر العقلي.
وهذه هي المسألة التي يطرحها الإسلام على كل الناس ، فهو يريد منهم أن يقدّموا الحجة على انتماءاتهم وقناعاتهم من موقع الفكر ، ليدخلوا الحوار مع الآخرين ، ولا يلجأوا إلى الأعذار الواهية الناشئة عن التعنت والاستكبار ، لأنها لن نفعهم شيئا في ساعة الحقيقة المرّة
* * *