للفقراء وللمجاهدين في سبيل الله قرضا حسنا يرضاه ويثيب عليه ، (يُضاعَفُ لَهُمْ) الثواب الذي يمنحهم إياه ، (وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ) في طبيعته النقية السخيّة ، وفي ما يوحي به من الكرامة عند الله.
(وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ) على الخط المستقيم الذي يتحول الإيمان فيه إلى فكر يوحي بالسمو ، وإلى شعور ينبض بالطهر ، وإلى حركة تلتقي بالصدق ، وإلى موقف يتميز بالجدية والخير والعطاء ، (أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ) الذين عاشوا الصدق في عمق كيانهم وفي امتداد حياتهم وفي رحابة آفاقهم ، فكانوا الصادقين مع الله في إيمانهم به وطاعتهم له ، ومع أنفسهم ، فكانوا المنفتحين في أعماقها على الخير والحق والإيمان ، ومع الناس ، فكانوا السائرين معهم على أساس الوفاء بالعهد والرعاية للأمانة والإخلاص للصداقة والأخوة ، فلا يعرفون في حياتهم الكذب والخيانة والانحراف في حركة العلاقات الصادقة.
(وَالشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ) الّذين يشهدون على الناس والحياة من حولهم ، من خلال ما يملكونه من مواقع الصدق الذي يرصدون فيه الواقع في كل ألوان الصفاء والنقاء ، ليشهدوا له أو عليه عند الله ، (لَهُمْ أَجْرُهُمْ) في ما جعله الله لهم من الثواب عنده ، جزاء على ما قدموه من إيمان وعمل ، (وَنُورُهُمْ) الذي يستمد معناه الروحي وإشراقه الإيماني من عمق الالتزام بالله والسير في خط هداه.
(وَالَّذِينَ كَفَرُوا) بالله (وَكَذَّبُوا بِآياتِنا) التي أنزلناها على رسلنا وبلّغوها للناس ، (أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَحِيمِ) يدخلونها ليعيشوا فيها أبدا وليكونوا من أصحابها الخالدين ، لأنهم جحدوا وتمردوا وعاشوا في ضلال الفكر والعمل.
* * *