ما يتأمرون به على المسلمين ، ويحاولون إخفاء ذلك بالكذب والحلف للمؤمنين ، بحيث يكون الحلف الكاذب هو الطابع الذي يطبع طريقتهم في التعاطي مع الآخرين ، كما يكون هو الطابع في موقفهم من الآخرة ، ظنا منهم أن ذلك يمثل الوسيلة في الخلاص ، ولكن الله يتحدث معهم بصفة أنهم الأخسرون الّذين لا يستفيدون من ذلك شيئا ، فذلك هو خط حزب الشيطان الذي يتلوّن بألوان مختلفة بين شعار يحمل كلمة الله ، وبين موقف يقف ضد المضمون الحي للكلمة.
ويقف حزب الله في نهاية السورة ، ليؤكد الموقف الحاسم الذي يواجه العالم كله حتى في دائرة الأقرباء ، ليرفض أية مودة روحية وعملية ، إذا كان هؤلاء من المتمردين على الله ورسوله ، لأن ذلك هو وحده الموقف الحق الذي يتميز به المؤمنون عن غيرهم.
وفي ضوء ذلك ، كانت السورة من السور الحركية التي تنتقل من جانب الواقع إلى خط العقيدة في التصور والحركة والموقف.
* * *