المسألة الأُولى :
مفهوم العبادة وحدّها
بالرغم من عناية اللغويين والمفسّرين بتفسير لفظ العبادة وتبيينها ، لكن لا تجد في كلماتهم ما يشفي الغليل ، وذلك لأنّهم فسّروه بأعمّ المعاني وأوسعها وليس مرادفاً للعبادة طرداً وعكساً.
١ ـ قال الراغب في المفردات : «العبودية : إظهار التذلّل ، والعبادة أبلغ منها ؛ لأنّها غاية التذلّل ، ولا يستحقّ إلّا من له غاية الإفضال وهو الله تعالى ولهذا قال : (وَقَضى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ...).
٢ ـ قال ابن منظور في لسان العرب : «أصل العبودية : الخضوع والتذلّل».
٣ ـ قال الفيروزآبادي في القاموس المحيط : «العبادة : الطاعة».
٤ ـ قال ابن فارس في المقاييس : «العبد : الذي هو أصل العبادة ، له أصلان متضادّان ، والأوّل من ذينك الأصلين ، يدلّ على لين وذلّ ، والآخر على شدّة وغلظ».
هذه أقوال أصحاب المعاجم ولا تشذّ عنها أقوال أصحاب التفاسير وهم يفسّرونه بنفس ما فسّر به أهل اللغة ، غير مكترثين بأنّ تفسيرهم ، تفسير لها