المبحث الثاني
أعلام الأُمّة وزيارة قبر النبي الأكرم صلىاللهعليهوآله
إذا كانت زيارة قبور المسلمين من السنن التي دعا إليها النبيّ الأكرم صلىاللهعليهوآله وعمل بها بمرأى ومسمع من نسائه وصحابته ، فزيارة قبر سيد ولد آدم ومن أُنيطت إليه سعادة البشر أولى بها ، لذا جرت سيرة المسلمين على زيارة قبره ، وصرّح بها فقهاء الأُمّة ، وتضافرت السنّة على استحبابها.
ولنقدّم بعض الكلمات من أكابر الأُمّة الّتي تعرب عن موقف المسلمين طيلة القرون تجاه المسألة ، فقد قيّض سبحانه في كلّ عصر رجالاً يجاهرون بالحقّ ، وينفون غبار الباطل عن وجهه نذكر منهم شخصيتين كبيرتين من السنّة والشيعة :
١ ـ الإمام تقي الدين السبكي الشافعي المتوفّى سنة (٧٥٦ ه) عليه سحائب الرحمة والرضوان. فقد خصّ في كتابه «شفاء السقام في زيارة خير الأنام» باباً لنقل نصوص العلماء على استحباب زيارة قبر سيّدنا رسول الله ، وقد بيّن أنّ الاستحباب أمر مجمع عليه بين المسلمين (١).
__________________
(١) شفاء السقام : ٦٥ ـ ٧٩ ونحن نغترف من هذا العين المعين ، ونذكر كلمات المحقّقين من أهل السنة حول زيارة النبي صلىاللهعليهوآله.