دلالة الحديث :
إنّ الإمعان في مجموع الرواية يعرب عن أنّ الأعرابي توسّل بشخص النبي وطلب منه قضاء حاجته ، والدليل على ذلك الأُمور الآتية :
أ ـ أتيناك وما لنا بعير يئط.
ب ـ أتيناك والعذراء تدمى لبانها.
ج ـ وليس لنا إلّا إليك فرارنا.
د ـ وأين فرار الناس إلّا إلى الرسل؟
ه ـ إنشاء علي بن أبي طالب شعر والده ، وهو يتضمّن قوله : وأبيض يستسقي الغمام بوجهه.
٢ ـ شعر صفيّة في رثاء النبي
أنشدت صفية بنت عبد المطلب عمّة النبي قصيدة بعد وفاة النبي في رثائهصلىاللهعليهوآله وجاء فيها قولها :
ألا يا رسول الله أنت رجاؤنا |
|
وكنت بنا برّاً ولم تك جافيا |
وكنت بنا برّاً رءوفاً نبيّنا |
|
ليبك عليك اليوم من كان باكيا (١) |
إنّنا نستنتج من هذه المقطوعة الشعرية ـ التي أُنشدت على مسمع من الصحابة وسجّلها المؤرّخون وأصحاب السير ـ أمرين :
الأوّل : إنّ مخاطبة الأرواح ـ وبالخصوص مخاطبة رسول الله بعد وفاته ـ كان
__________________
(١) ذخائر العقبى : ص ٢٥٢ ؛ مجمع الزوائد ٩ : ٣٦ ؛ ونشير إلى أنّ جملة : «أنت رجاؤنا» في الشطر الأوّل جاءت في هذا المصدر هكذا (كنت رجاؤنا)