فقال أبو طالب : اشهدوا عليها. وقالت قريش : عجبا أتمهر النساء الرجال!؟
فغضب أبو طالب ، وكان ممن يهاب ويكره غضبه فقال : أما إذا كان مثل ابن أخي هذا طلبته النساء بأغلى الأثمان. ونحر أبو طالب ناقة ، ودخل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بأهله. فقال رجل من قريش يقال له عبد الله (١) :
هنيئا مريئا يا خديجة قد جرت |
|
لك الطير فيما كان منك بأسعد |
تزوجته خير البرية كلها |
|
ومن ذا الذي في الناس مثل محمد |
به بشر الله المسيح (٢) بن مريم |
|
وموسى بن عمران كأقرب موعد |
أقر به الكتاب طرا بأنه |
|
رسول من الرحمن هاد ومهتدي |
[١٤] وأخبرنا (٣) أحمد بن محمد بن بهرام قال : حدثني غير واحد أن عمرو بن أسد
زوج خديجة من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ؛ وتزوجها (٤) وهو ابن خمس وعشرين سنة وقريش تبني الكعبة.
وقال ابن جريج : وهو ابن سبع وثلاثين.
وقال عمرو بن أسد (٥) : محمد بن عبد الله بن عبد المطلب يخطب خديجة هو الفحل لا تقرع أنفه (٦).
__________________
(١) في (ب ، ج) عمر.
(٢) في (أ) : به بشر الله عيسى بن مريم.
(٣) في (ب ، ج) : حدثنا أبو العباس أحمد بن إبراهيم بإسناد الرواة.
(٤) نهاية الصفحة [٣١ ـ أ].
(٥) هو عمرو بن أسد ، من خزيمة من عدنان ، جد جاهلي يقال : إنه أول من عمل الحديد من العرب ، من عقبة سماك بن مخرمه صاحب مسجد سماك بالكوفة ، وهو الذي يقول فيه الأخطل :
نعم المجير سماك من بني أسد
انظر : سير أعلام النبلاء (٥ / ٧٣) ، سبائك الذهب (٥٨) ، نهاية الأرب (٣٠١) ، القاموس المحيط للفيروزآبادي مادة (سمك).
(٦) السيرة الحلبية (١ / ١٣٧ ـ ١٣٩).