فقال (١) : «يا علي انطلق إلى بني عبد المطلب ، وعبد شمس ، وتميم ، ومخزوم ، وعدي ، وكعب ، ولؤي ، فاجمعهم إلى نبي الرحمة ، فإني أريد أن أكلمهم وأبلغهم رسالة ربي ، وأقيم فيهم وزيري وناصري لا يتقدمه ولا يتأخر عنه إلّا ظالم».
وأمر صلىاللهعليهوآلهوسلم بذبح شاة ، فانطلقت وجمعتهم إليه ، وهم ستون رجلا يزيدون أو ينقصون رجلا ، فطعموا وشبعوا بإذن الله وفضل من الطعام أكثره ، ثم قال : «يا أيها الملأ من قريش أتيتكم بعز الأبد وملك الدنيا والآخرة ، فأيكم يوازرني ويبايعني على أمري؟» (٢) فلم يجيبوه ، فقلت وأنا أحدث القوم سنا : أنا يا رسول الله.
قال : «اللهم اشهد أني وازرته وخاللته ، فهو وزيري وخليلى وأميني ووصيي والقائم بعدي» ، فقاموا يقولون لأبي طالب : قد ولى عليك ابنك واتخذه خليلا دونك ، وأقبل أبو جهل فقال : أتزعم أنك نبي وأن ربك يخبرك بما نفعله ، فهل تخبرني بشيء فعلته لم يطلع عليه بشر؟ فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : «أخبرك (٣) بما فعلت ولم يكن معك أحد؟ الذهب الذي دفنته في بيتك في موضع كذا ، ونكاحك سودة».
قال : ما دفنت ذهبا ولا نكحت سودة.
فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : «فأدعو «الله» (٤) أن يذهب بمالك الذي دفنت». فضاق بأبي جهل ، وقال : «قد» (٥) علمنا أن معك من الجن من يخبرك ، أما أنا فلا أقر أبدا أنك نبي.
قال : والله لأقتلنك ، ولأقتلن عتبة والوليد ، ولأقتلن أشرافكم ، ولأوطئن بلادكم الخيل ، ولآخذن مكة عنوة.
__________________
(١) في (ب) : فقال لي.
(٢) في (أ، ج) : يوازرني ويتابعني.
(٣) نهاية الصفحة [٤١ ـ أ].
(٤) ساقط في (أ، د).
(٥) ساقط في (أ، ج ، د).