فهيرة (١) ودليلهم عبد الله بن الأريقط الليثي ، فمروا على خيمتي أم معبد الخزاعية وكانت امرأة برزة (٢) ، جلدة تحتبي وتجلس بفناء القبة ثم تسقي وتطعم (٣).
فسألوها لحما وتمرا يشترونه منها ، فلم يصيبوا عندها شيئا من ذلك ، وكان القوم مرملين مسنتين (٤) ، فنظر رسول الله إلى شاة في كسر الخيمة (٥).
فقال : «ما هذه الشاة يا أم معبد»؟
قالت : شاة خلفها الجهد عن الغنم.
قال : «هل بها من لبن»؟
قالت : هي أجهد من ذلك.
قال : «أتأذنين لي أن أحلبها»؟
قالت : بأبي أنت وأمي (٦) ، إن رأيت بها من لبن حلبا فاحلبها.
__________________
(١) عامر : هو عامر بن فهيرة مولى أبي بكر الصديق ، أبو عمر كان مولدا من مولدي الأزد ، مملوكا للطفيل بن عبد الله بن سخبرة ، كان رفيق رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وأبي بكر في هجرتهما ، وشهد بدرا وأحدا ثم قتل يوم بئر معونة وهو ابن أربعين سنة قتله عامر بن الطفيل ، انظر : الاستيعاب (٢ / ٣٤٤) ت (١٣٤٦) ، تلقيح المقال (٢ / ٦٠٥٩) ، الإصابة (ت ٤٤٣٣) ، أسد الغابة (ت ٢٧٢٤).
(٢) امرأة برزة : إذا كانت لا تحجب احتجاب الشواب ، وهي مع ذلك عفيفة عاقلة تجلس للناس وتحدثهم ، من البروز وهو الظهور.
(٣) حديث أم معبد ورد في السيرة لابن هشام (٢ / ١٣٢) ، والسيرة الحلبية (٢ / ٤٧) ، وشرح السيرة النبوية : الروض الأنف للسهيلي (٢ / ٧ ـ ٨) ، ودلائل البيهقي (١ / ٢٧٦ ـ ٢٨٤) ، وأبي نعيم (٢٨٣ ـ ٢٨٧) ، وابن سعد (١ / ١ / ٢٣٠) ، عن أبي معبد وابن السكن عن أم معبد ، كما أخرجه الطبراني والحاكم في المستدرك (٣ / ١٠) ، وقال : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ، وذكرت هذه الرواية في تهذيب تاريخ دمشق (١ / ٣٢٦) ، الاستيعاب (٢ / ٧٩٦ ـ ٧٩٧) ، وتاريخ الإسلام للذهبي (٢ / ٢٢٧) ، وعيون الأثر (١ / ٢٢٧) ، والبداية والنهاية (٣ / ١٩١) ، والإصابة (٨ / ٢٨١) ، كما سجلها حسان بن ثابت شعرا وهي في ديوانه (١٣٥ ـ ١٤٢).
(٤) مرملين : أصله من الرمل ، والمراد نفد زادهم ، وكأنهم لصقوا بالرمل ، كما قيل للفقير «الترب» والمسنتين : يحتمل أن تكون هكذا ومعناها داخلين في السنة وهي الجدب والمجاعة ، ويمكن أن تكون مشتين أي داخلين في الشتاء.
(٥) أي جانب منها.
(٦) نهاية الصفحة [٥٤ ـ أ].