قال : نفتخر عليكم برسول الله فإنه أبونا ، وكنا نفتخر عليكم قبل الإسلام بأبينا عبد المطلب ، المطعم الناس في السهل ، والمطعم الوحش في رءوس الجبال ، فهاتوا مثل أبينا في الجاهلية ومثل أبينا رسول الله في الإسلام ، فأما أبونا عبد المطلب فكنتم شبها له بالعبيد ، يحل من شاء منكم ويرذل من شاء ، ويحل ما شاء فيكم ، ويحرم ما شاء فيكم ، يعتق من شاء ويستعبد من شاء ، وأما أبونا صلىاللهعليهوآلهوسلم فبعثه الله إلى جميع خلقه ثم أيده بملائكته ، ومن أراد من عباده.
[٥٣] أخبرنا (١) محمد بن جعفر القرداني بإسناده ، عن جعفر بن محمد عليهالسلام قال : قال رسول الله : «يبعث عبد المطلب يوم القيامة أمة وحده ، قال : وكان لا يستقسم بالأزلام ، ولا يعبد الأصنام ، ويقول : أنا على دين إبراهيم عليهالسلام».
وقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : «إن عبد المطلب سن خمسا من السنن أجراها الله عزوجل في الإسلام : حرم نساء الآباء على الأبناء ، فأنزل الله عزوجل قرآنا (وَلا تَنْكِحُوا ما نَكَحَ آباؤُكُمْ مِنَ النِّساءِ) [النساء : ٢٢] ، وسن الدية في القتل (٢) مائة من الإبل فجرت في الإسلام ، وكان يطوف بالبيت سبعة أشواط ثم يقف على باب الكعبة ويحمد الله عزوجل ويثني عليه ، وكانت قريش تطوف كما شاءت قل أم كثر فسن عبد المطلب سبعة فجرى ذلك في الإسلام ، ووجد كنزا فأخرج منه الخمس وتصدق به فجرى ذلك في الإسلام ، ولما حفر زمزم سماها سقاية الحاج فأنزل الله في ذلك (أَجَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَعِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ ...) الآية [التوبة : ١٩].
__________________
(١) السند هو : أخبرنا محمد بن جعفر القرداني ، قال : حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن محمد بن أبي نمير ، عن هاشم بن سالم ، عن جعفر بن محمد.
(٢) في (ج) : في القتيل.