المظلوم ويؤوي الخائف ولذلك قيل : (١)
يا أيها الضيف المحول رحله |
|
هلا حللت بآل عبد مناف |
هبلتك أمك لو حللت بدارهم |
|
منعوك من جوع ومن إقراف (٢) |
كانت قريش بيضة فتفلقت |
|
فالمخ خالصها لعبد مناف |
عمرو العلاء هشم الثريد لقومه |
|
ورجال مكة مسنتون عجاف (٣) |
__________________
(١) في بعض المصادر :
يا أيها الرجل المحول رحله |
|
ألا نزلت بآل عبد مناف |
هبلتك أمك لو نزلت برحلهم |
|
منعوك من عدم ومن إقراف |
الخالصين غنيهم بفقيرهم |
|
حتى يعود فقيرهم كالكافي |
انظر : السيرة الحلبية (١ / ٥) ، وسيرة ابن هشام (١ / ١٨٨ ـ ١٨٩) ، البداية والنهاية (٢ / ٢٥٤) ، تاريخ الطبري (٢ / ١٢) ، والأبيات لمطرود بن كعب الخزاعي ، يبكي عبد المطلب وبني عبد مناف ويرثيهم ، وقيل : للزبعري والد عبد الله. أمّا مطرود فهو مطرود بن كعب الخزاعي ، شاعر جاهلي فحل ، لجأ إلى عبد المطلب لجناية كانت منه ، فحماه وأحسن إليه ، فأكثر مدحه ومدح أهله ، ويقال : إنه هو صاحب الأبيات التي أولها :
يا أيها الرجل المحول رحله |
|
هلا حللت بآل عبد مناف |
والمشهور أنها لابن الزبعرى ، انظر : الأعلام (٧ / ٢٥١) ، المحبر (١٦٣ ـ ١٦٤) ، التاج (٢ / ٤٠٩) ، المرزباني (٣٧٥) ، السيرة النبوية لابن هشام (ط الحلبي ١ / ٥٨ و ١٤٦ ـ ١٤٩) ، شرح السيرة لأبي ذر الحسني (٤٦) وما بعدها ، الروض الأنف (١ / ٩٤ ـ ٩٧) ، أبناء ونجباء الأبناء (٦٣ ـ ٦٥).
(٢) هبلتك : فقدتك ، وهو على جهة الإغراء لا على جهة الدعاء كما تقول : تربت يداك ، ولا أبا لك ، وأشباههما والإقراف مقاربة الهجنة : أي منعوك من أن تنكح بناتك وأخواتك من لئيم فيكون الابن مقرفا للؤم أبيه وكرم أمه فيلحقك وصم من ذلك ، ونحوا منه قول مهلهل :
أنكحها فقدها الأراقم في |
|
جنب وكان الحباء من أدم |
أي انحكت لقربتها من غير كفء وذلك أن مهلهلا نزل في جنب وهو حي وضيع من مذحج فخطب ابنته فلم يستطع منعها فزوجها ، وكان نقدها من أدم. سيرة ابن هشام (١ / ١٨٨) ، وفي البداية والنهاية البيت كالتالي :
عمرو الذي هشم الثريد لقومه |
|
ورجال مكة مسنتون عجاف |
(٣) الرواية في عجاف بالضم ، وهو من الإقواء المعروف في الشعر وهو مذهب عربي ويقرأ هذا البيت خاصة من بين هذه الأبيات ، بالرفع وأما من رواه «قوم بمكة مسنتين عجاف» فلا إشكال فيه.