وكانت أولا تحت عتيق بن عائذ بن عمران بن مخزوم ، فخلف عليها بعده أبو هالة هند بن النباش بن زرارة التميمي (١) فولدت له هندا ، وإخوتها (٢) : نوفل والعوام ـ والد الزبير والسائب ـ بنو خويلد (٣) ، وكان خويلد سيد بني عبد العزى ، وكان هاشم سيد ولد عبد مناف.
__________________
(١) هو عتيق ، أبو هالة : اختلف فيمن تزوجها أولا ، فالزبير بن بكار ذهب إلى أنها كانت أولا تحت أبي هالة بن زرارة التميمي ، ثم خلف عليها بعده عتيق بن عابد بن عبد الله بن عمر بن مخزوم ، وذهب الجرجاني النسابة إلى أنها كانت عند أبي هالة هند بن النباش بن زرارة بن وقدان فولدت له هند ، ثم خلف عليها بعد أبي هالة عتيق بن عائذ ، ثم خلف عليها بعد عتيق المخزومي رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وقال قتادة : كانت خديجة عند عتيق بن عائذ ثم خلف عليها بعده أبو هالة هند بن زرارة النباش. انظر : سير أعلام النبلاء (٢ / ١١١) ، الإصابة (٤ / ٢٨١ ت ٣٣٤) ، نسب قريش (٢١ ، ١٠٧ ، ٢٣٠ ، ٢٣١ ، ٣٣٤) ، الاستيعاب (٤ / ٣٧٩ ت ٣٣٤٧) ، أسد الغابة (ت ٦٨٧٤) ، ابن سعد (١ / ١٢٦) وما بعدها. وبعد هذا التوضيح البسيط أقول : نقل أصحاب السير والتراجم أنه صلىاللهعليهوآلهوسلم لم يتزوج بكرا غير عائشة ، أما خديجة فقد تزوجت قبله برجلين كما مر ، ولها منهما بعضا من الأولاد : عتيق بن عائذ بن عبد الله المخزومي ، وأبو هالة التميمي ، واختلف بعد ذلك اختلافا كبيرا حول اسم أبي هالة هل هو النباش بن زرارة ، أو عكرمة ، أو عكاشة ، أو هند ، أو مالك ، وهل هو صحابي أم لا ، وهل تزوجته قبل عتيق ، أو أنها تزوجت عتيقا قبله ، ونقل عن ابن شهرآشوب : (وروى أحمد البلاذري ، وأبو القاسم الكوفي في كتابيهما ، والمرتضى في الشافي ، وأبو جعفر في التلخيص أن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم تزوج بها وكانت عذراء) ، ويؤكد ذلك ما في كتاب الأنوار والبدع أن رقية وزينب كانتا ابنتي هالة أخت خديجة راجع مناقب آل أبي طالب (١ / ١٥٩) ، كما اختلف في كون هند هي التي ولدته خديجة هل هو ابن ذاك الزوج أو ذلك ، فإن كان ابن عتيق فهو بالتالي أنثى ، راجع الأوائل (١ / ١٥٩) ، وقال : إن هندا هذه قد تزوجت من صيفي بن عائذ فولدت له محمد بن صيفي ـ وإلا فهي ذكر ، وأنه هل قتل مع الإمام علي عليهالسلام في حرب الجمل أو مات بها بطاعون بالبصرة؟ والأمر فيه نظر لكثرة الاختلافات حول الموضوع ، ومن يدري فلعل الأمر مما صنعته يد السياسة خصوصا في عصر بني أمية ، انظر على سبيل المثال لا الحصر المصادر التالية لتتعرف من خلالها ملابسات الموضوع : الأوائل (١ / هامش ص ١٥٩) ، الإصابة (١ / ٢٩٣ ، ٥٤٢ ، ٣٣٥ ـ ٣ / ٦١١ ، ٦١٢) ، نسب قريش لمصعب (٢٢) ، السيرة الحلبية (١ / ١٤٠) ، قاموس الرجال (١٠ / ٤٣١) ، أسد الغابة (٥ / ١٢ ، ١٣ ، ٧١) ، الاستغاثة (١ / ٧٠) ، الأوائل لأبي هلال العسكري (١ / ٣١١ ـ ٣١٢) ، طبقات ابن سعد (٨ / ١٩٣) ، الصحيح من سيرة المصطفى (٢ / ١٢١ ـ ١٢٦).
(٢) إخوة خديجة هم : عدي بن خويلد وبه كان يكنى ، وأمه وأم حزام والعوام ورقيقة : مينة بنت الحارث بن جابر بن وهب.
الثاني : نوفل وهذا الذي قتله ابن أخيه الزبير بن العوام يوم بدر ، وكان يقال له : أسد قريش ، وأسد المطلبين ، وروي عنه صلىاللهعليهوآلهوسلم قوله يوم بدر : «اللهم اكفنا ابن العدوية» يعني نوفلا ، وكانت أمه من عدي بن خزاعة ، وتقول عامة الرواية : إن أمير المؤمنين عليهالسلام قتله ، وله من الولد الأسود.
الثالث : العوام بن خويلد ، وهو والد الزبير ، وله من الولد الزبير ، والسائب ، ومالك ، وعبيد الله ، والحارث ، وصفوان ، وبعكك ، ويملك ، وأصرم.
الرابع : حزام بن خويلد ، وله من الولد : حكيم وخالد ، ومن الإناث : خديجة بنت خويلد أم المؤمنين زوج النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأم أولاده ، وهالة أم أبي العاص بن الربيع صهر النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، ورقيقة أم أميمة بنت بحار بن عمير من بني تميم بن مرة ، انظر : جمهرة أنساب العرب (١٢٠ ـ ١٢١) ، وينظر الفهارس العامة للكتاب المذكور ، ونسب قريش ص (٢٢٨ ـ ٢٣٠) ، راجع الفهارس أيضا.
(٣) هو خويلد بن أسد بن عبد العزى ، أمه زهرة بنت عمرو بن حيتر بن روبية بن هلال من بني كاهل بن أسد بن خزيمة ، له من الأولاد (٧) وهم : عدي وبه كان يكنى ، وحزام والعوام ورقيقية ونوفل وخديجة وهالة ، وكان خويلد على بني عبد العزى وبني عبد ابني قصي يوم الفجار ، وفي ولده البيت والعدد. انظر : جمهرة أنساب العرب (١٢٠ ـ ١٢٢) ، نسب قريش ص (٢٢٨ ، ٢٢٩ ، ٢٣٠).