قال علي عليهالسلام : فإذا فرغنا من غسلك وتكفينك فمن يصلي عليك؟
قال : «يا سبحان الله إذا فرغتم من شأني فأمهلوني على شفير قبري ساعة ، فأول من يصلي علي رب السماوات والأرض ، والصّلاة من الله الرحمة ، ثم جبريل ، ثم ميكائيل ، وملائكة سماء سماء ، فإذا فرغتم من ذلك فأمهلوني قليلا ، ثم يتقدم أهل بيتي فليصل عليّ الأقرب فالأقرب بغير إمام ، ثم ألحدوني في لحدي ، واحثوا عليّ التراب ، وأوصيكم بالوصية العظمى بفاطمة والحسن والحسين خيرا».
فجعل علي عليهالسلام يغسل رسول الله في قميصه ولم ينزع عنه القميص ، والفضل بن العباس مشدود العين ينقل عليه الماء ، وعلي يقول : أرحني أرحني قطعت وتيني إني أجد شيئا ، فيقول علي عليهالسلام : فو الذي بعثه بالحق نبيا ما هممت أن أقلبه إلا قلب لي ، فعلمت أن الملائكة تعينني على غسله ، فلما غسله كفنه بثوبين أبيضين ، وحفر لرسول الله قبر فألحد لحدا ، وأتى ثوبان (١) مولى رسول الله بقطيفة حمراء كانت أهديت لرسول الله من الإسكندرية ، ففرشها في قبر رسول الله (٢).
__________________
(١) هو : ثوبان مولى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم سبي من أرض الحجاز ، فاشتراه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وأعتقه ، فلزم النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وصحبه ، وحفظ عنه كثيرا من العلم ، يكنى أبا عبد الله ، ويقال : أبا عبد الرحمن ، وقيل : هو يماني واسم أبيه جحدر ، وقيل : يجرد ، حدث عنه : شداد بن أوس ، وجبير بن نفير ، وغيرهم ، نزل حمص ، وقيل : سكن الرملة وله بها دار ، ولم يعقب ، توفي سنة (٥٤ ه) ، انظر : سير أعلام النبلاء (٣ / ١٥ ـ ١٨).
(٢) نهاية [١١٣ ـ أ].