وقال في صفحة (٧٤) : وقد روينا عن الإمام أحمد بن حنبل قال : ما بلغنا عن أحد من الصحابة ما بلغنا عن علي بن أبي طالب.
وقال البيهقي في سياق الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم : وأما أن علي بن أبي طالب كان يجهر بالتسمية فقد ثبت بالتواتر ، ومن اقتدى في دينه بعلي بن أبي طالب كان على الحق ، والدليل على قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «اللهم أدر الحق معه حيث دار» ، وقال : «من اتخذ عليا إماما لدينه فقد استمسك بالعروة الوثقى في دينه ونفسه» ، ومثل كلامه بلفظه قاله الرازي في مفاتيح الغيب.
وروى ابن الجوزي في تاريخه أن الإمام أحمد بن حنبل قال : إن عليا لم تزنه الخلافة ولكنه زانها ... إلخ ، وقال في شرح النهج : واعلم أن أمير المؤمنين لو فخر بنفسه وبالغ في تعديد مناقبه وفضائله بفصاحته التي آتاه الله إياها ، واختصه بها ، وساعدته فصحاء العرب كافة لم يبلغوا معشار ما نطق به الرسول الصادق صلىاللهعليهوآلهوسلم في أمره ، ولست أعني بذلك الأخبار العامة الشائعة كخبر الغدير ، والمنزلة ، وقصة براءة ، وخبر المناجاة ، وقصة خيبر ، وخبر الدار بمكة في ابتداء الدعوة ، ونحو ذلك ، بل الأخبار الخاصة التي رواها فيه أئمة الحديث. انتهى.
والوارد فيه عن الله ورسوله منه ما يفيد الولاية ، والإمامة ، ومنه ما يفيد الوصاية ، كما أخرج ذلك علماء الأمة ، وقد ألف القاضي محمد الشوكاني كتابا في إثبات الوصاية (العقد الثمين) ، وغيره ، ومنه ما يفيد أن الحق معه جعلنا الله ممن اعتصم بحبل الله ، والتزم بكتاب الله وسنة رسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم في كل قول وعمل.
ومن حجج الله المنيرة فيه وفي العترة المطهرة من الآيات الكريمة : آية المباهلة ، وهي قوله تعالى : (فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللهِ عَلَى الْكاذِبِينَ) [آل عمران : ٦١] ، وقد أجمعت الأمة على أنه لم يدع غير الوصي وابنيه وفاطمة صلوات الله عليهم ، فقد جعل الله عليا نفس الرسول بنص القرآن ، والحسنين ولدي نبيئه بمحكم الفرقان ، وحكم ذريتهم