يحاسب منهم رجل واحد ، فيسأل عن أمر أمة محمد ، وإن نجوت كفافا لا وزرا ولا أجرا إني إذن لسعيد.
فخرجوا ، ثم راحوا فقال : قد كنت أجمعت بعد مقالتي لكم أنظر أن أولي رجلا أمركم هو أجرأكم أن يحملكم على الحق ، وأشار إلى علي عليهالسلام ثم ما أريد أن أتحملها حيا وميتا ، عليكم بهؤلاء الرهط ، سعيد بن زيد بن عمر بن نفيل (١) ، ولست مدخله فيهم ولكن الستة : علي ، وعثمان ، وعبد الرحمن ، وسعد ، والزبير بن العوام ، وطلحة بن عبيد الله.
وخرجوا فلما أصبح عمر دعا عليا وعثمان وسعدا وعبد الرحمن والزبير ، فقال : انهضوا إلى حجرة عائشة بإذن منها ، فتشاوروا واختاروا رجلا منكم ، ثم قال : لا تدخلوا حجرة عائشة ، ثم وضع رأسه ، فتناجوا فارتفعت أصواتهم.
ودخل ابن عمر على أبيه فقال : عمر أعرضوا عن هذا الأمر ، فإذا مت فتشاوروا ثلاثة أيام وليصل بالناس صهيب (٢) ، ولا تبيتنّ (٣) الرابع إلّا وعليكم أمير منكم ويحضر عبد الله بن عمر مشيرا ولا شيء له من الأمر ، وطلحة شريككم في الأمر ومن لي بطلحة ، فقال سعد بن أبي وقاص : أنا لك به.
__________________
(١) هو سعيد بن زيد بن عمر بن نفيل بن عبد العزي بن رياح بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب أبو الأعور القرشي العدوي أحد السابقين الأولين ولاه أبو عبيدة بن الجراح دمشق ، روى عنه ابن عمر وأبو الطفيل وآخرون ، وقد قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في ولده زيد : «يبعث يوم القيامة أمة وحده» ، انظر : سير أعلام النبلاء (١ / ١٢٤ ـ ١٤٣) ، طبقات ابن سعد (٣ / ١ / ٢٧٥ ـ ٢٨١) ، الاستيعاب (٤ / ١٨٦ ـ ١٩٤) ، حلية الأولياء (١ / ٩٥ ـ ٩٧) ، تهذيب التهذيب (٤ / ٣٤).
(٢) هو صهيب بن سنان ، أبو يحيى النمري ، من النمر بن قاسط ويعرف بالرومي لأنه أقام في الروم مدة ، وهو من أهل الجزيرة ، سبي من قرية نينوى ، وقد كان أبوه أو عمه عاملا لكسرى ، ثم جلب إلى مكة ، واشتراه عبد الله بن جدعان القرشي التميمي ، كان من السابقين ، حدث عنه بنوه : حبيب وزياد وحمزة ، وسعيد بن المسيب وعبد الرحمن بن أبي ليلى وآخرون ، كان موصوفا بالكرم والسماحة ، مات بالمدينة في شوال سنة (٣٨ ه) ، قال المدائني : عاش ثلاثا وسبعين سنة ، وقال الفسوي : عاش أربعا وثمانين سنة ، انظر : سير أعلام النبلاء (٢ / ١٧ ـ ٢٦) ، طبقات ابن سعد (٣ / ٢٢٦) ، طبقات خليفة (١٩ ، ٢٢).
(٣) في (ب ، ج) : ولا يتمن.