الأنصاري (١) على البحرين ، وأبا قتادة على مكة ، وكان أبو موسى الأشعري على الكوفة فنهض أهلها إليه فقالوا : ألا تبايع لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب فإن المهاجرين والأنصار قد اجتمعوا على بيعته ، فقال : أنتظر أن يأتيني كتابه فأنظر ما يصنع الناس ، فلما رأوا أنه يتربص بهم ، قام هاشم بن عتبة بن أبي وقاص (٢) فكلمه وقال : ما تنتظر بنا؟ قال : لا تعجلوا كتابه يأتينا ، فقال هاشم : يا أيها الناس هذه يدي اليمنى لعلي بن أبي طالب وهذه اليسرى لي ، وإني أشهدكم أني قد بايعته على ما بايعه عليه المهاجرون والأنصار ، فلما فعله ابتدره الناس فبايعوه وبايعه أبو موسى.
وكتب معاوية إلى علي أن أهل الشام قد أنكروا قتل عثمان ، فظنوا بك أنك آخذهم بحبهم إياه وأنك إن استعملتني عليهم بايعوك ، واطمأنوا إليك ، فأبى علي أن يستعمله وأن يدخله في شيء من أمره ، فلما رجعت الرسل إلى معاوية طلب النقض عليه ، ووقع أمر طلحة والزبير ، فأمسك عن البيعة لعلي ، وطمع في الذي كان من ذلك (٣).
[١٣٦] أخبرنا علي بن الحسين العباسى بإسناده عن محمد بن حبيب أن الشورى كانت بقية ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين ، وولي عثمان سنة أربع وعشرين ، فولي اثنتي عشرة سنة ، ثم قتل صبيحة الجمعة لثمان عشرة ليلة خلت من ذي الحجة سنة خمس وثلاثين ، وهو ابن اثنتين وثمانين سنة (٤) ، ثم استخلف أمير المؤمنين علي عليهالسلام خمس سنين إلّا شهرين.
__________________
(١) نهاية الصفحة [١٤١ ـ أ].
(٢) هو هاشم بن عتبة بن أبي وقاص القرشي الزهري ابن أخي سعد بن أبي وقاص ، يكنى أبا عمرو ، أسلم يوم الفتح ويعرف بالمرقال كان من الفضلاء ، شهد مع علي الجمل ، وشهد صفين وأبلى فيها بلاء حسنا ، وبيده كانت راية علي على الرحالة يوم الصفين وفيها استشهد ، انظر : الاستيعاب (٤ / ١٠٧ ـ ١٠٨) ، الإصابة (ت (٨٩٣٤) ، أسد الغابة ت (٥٣٢٨) ، العبر (١ / ٣٩) ، طبقات خليفة (٨٣١) ، مروج الذهب (٣ / ١٣٠) ، تاريخ بغداد (١ / ١٩٦) ، مرآة الجنان (١ / ١٠١) العقد الثمين (٧ / ٣٥٩) ، شذرات الذهب (١ / ٤٦) ، وقعة صفين (انظر فهارسه) ص (٥٨٥).
(٣) نهاية رسالة محمد بن عبد الله النفس الزكية ، وفحوى الرسالة ذكره الكثير ممن ألف في كتب السير ، والتراجم ، وقد سبق التنويه إلى أهم تلك المراجع على سبيل الاختصار ، ومن أراد التوسع فليراجع : الإمام علي بن أبي طالب (المجموعة الكاملة) للأستاذ عبد الفتاح عبد المقصود خصوصا المجلد الأول ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد المعتزلي ، في رحاب أئمة أهل البيت المجلد الأول. الجزء الأول ص (٣٣١ ،) وما بعدها ، أعيان الشيعة (١ / ٤٣٧).
(٤) بويع لعثمان يوم السبت غرة المحرم سنة أربع وعشرين بعد دفن عمر بن الخطاب بثلاثة أيام بعد مؤامرة قصة الشورى المشهورة ، وقتل بالمدينة يوم الجمعة لثمان عشرة أو سبع عشرة خلت من ذي الحجة سنة خمس وثلاثين من الهجرة ، ذكره المدائني عن أبي معشر عن نافع ، وقال المعتمر عن أبيه عن أبي عثمان النهدي : قتل عثمان في وسط أيام التشريق ، وقال ابن إسحاق : قتل عثمان على رأس إحدى عشرة سنة وإحدى عشر شهرا واثنين وعشرين يوما من مقتل عمر بن الخطاب وعلى رأس خمس وعشرين سنة من متوفى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وقال الواقدي : قتل عثمان يوم الجمعة لثمان ليال خلت من ذي الحجة يوم التلبية سنة (٣٥ ه) ، وقيل : إنه قتل يوم الجمعة لليلتين بقيتا من ذي الحجة ، وقال الواقدي : وحاصروه تسعة وأربعين يوما ، وقال الزبير : حاصروه شهرين وعشرين يوما ، الاستيعاب (٣ / ١٥٩ ـ ١٦٠).