إمرتكم ، وإلّا فلا حاجة لي فيها ، فجاء حتى صعد المنبر فاجتمع الناس ، فقال : إني كنت كارها لإمرتكم وإيالتكم (١) ألا وإن مفاتيح بيت مالكم معي ، وإنه ليس لي أن آخذ منه درهما دونكم (٢) رضيتم؟ قالوا : نعم ، قال : اللهم اشهد عليهم.
[١٤٠] قال الثقفي (٣) بإسناده عن أبي جعفر عليهالسلام قال : سمعت علي بن الحسين يقول : إن أول رجل بايع عليا عليهالسلام طلحة (٤) ، فقال له رجل من بني أسد يقال له قبيصة بن ذؤيب (٥) : أول يد بايعت يد شلاء إن هذا الأمر لحقيق أن لا يتم (٦).
[١٤١] أخبرنا علي بن جعفر بإسناده عن أبي جعفر عن أبيه عليهمالسلام أن الناس لما بايعوا عليا عليهالسلام بالمدينة بلغ عائشة وهي بمكة قتل عثمان ، فقالت : أبعده الله بما قدمت يداه (٧) ، ثم بلغها أن الناس يبايعون (٨) طلحة ، فأقبلت على بغلتها مسرعة وهي تقول : إيه ذا الإصبع ، تقدم لله أنت فقد وجدوك لها محشا ، وأقبلت مسرورة جذلة حتى انتهت إلى سرف (٩) ،
__________________
(١) جاء عبد الله بن العباس إلى الإمام علي كرم الله وجهه ، وهو جالس يخصف نعلا له وقال الإمام علي لابن عباس : (يا ابن عباس ما قيمة النعل هذه؟ قال : لا قيمة لها. قال : الإمام علي : يا بن عباس والله إنها عندي لأفضل من إمرتكم) ، انظر شرح نهج البلاغة (مصدر سابق).
(٢) نهاية الصفحة [١٤٦ ـ أ].
(٣) أي : أحمد بن سعيد الثقفي ، والسند هو : أخبرنا أحمد بن سعيد ، قال : حدثنا عبد الواهب بن علي ، قال : حدثنا عبد الله بن ميمون ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه.
(٤) وقيل الأشتر انظر تاريخ الطبري (٣ / ٤٥١ ـ ٤٥٦).
(٥) هو قبيصة بن ذؤيب ، أبو سعد الخزاعي المدني ، ثم الدمشقي الوزير مولده عام الفتح سنة (٨ ه) توفي أبوه ذؤيب بن طلحة صاحب بدن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في آخر أيام النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وكان على الختم والبريد لعبد الملك بن مروان وقد أصيبت عينه يوم الحرة ، وله دار بباب البريد أحد أبواب جامع دمشق من جهة الغرب ، توفي سنة (٨٦ ه) ، وقيل : (٨٧ ه) ، وقيل : (٨٨ ه) ، انظر : سير أعلام النبلاء (٤ / ٢٨٢ ـ ٢٨٣) ، ابن سعد (٥ / ١٧٦) ، (٧ / ٤٤٧) ، طبقات خليفة ت (٢٩١٦) ، تاريخ البخاري (٧ / ١٧٤).
(٦) قال في تاريخ الطبري (٣ / ٤٥١) : لما قتل عثمان خرج علي إلى السوق وذلك يوم السبت لثماني عشرة ليلة خلت من ذي الحجة فاتبعه الناس وبهشوا في وجهه فدخل حائط بني عمرو بن مبذول وقال لأبي عمرة بن عمرو بن محصن : أغلق الباب ، فجاء الناس فقرعوا الباب فدخلوا ، فيهم طلحة ، والزبير فقالا : يا علي ابسط يدك فبايعه طلحة ، والزبير ، فنظر حبيب بن ذؤيب إلى طلحة حين بايع فقال : أول من بدأ بالبيعة يد شلاء لا يتم هذا الأمر ... إلخ.
(٧) انظر شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد (٣ / ٩) وما بعدها ، وتاريخ الطبري (٣ / ٤٦٧) وما بعدها.
(٨) في (أ) : بايعوا.
(٩) موضع على ستة أميال من مكة ، وقيل : سبعة وتسعة واثني عشر ، تزوج به رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ميمونة بنت الحارث ، وهناك بنى بها وبها توفيت. معجم البلدان لياقوت (٣ / ٢١٢).