سعد بن عبادة (١) في ستة آلاف ، فمضى إلى أرض الجزيرة ، وسار أمير المؤمنين عليهالسلام حتى نزل أرض مسكن (٢) ، فلما كان في بعض الطريق من الليل خرج من أهل البصرة والكوفة سبعة آلاف ، ويقال : ثمانية آلاف رجل ، فأغاروا على السواد ، وقتلوا عبد الله بن خباب بن الأرت (٣) والي المدائن وأم ولده وولدا له صغيرا ، ورجلا من بني أسد كان يحمل الميرة إلى عسكر علي عليهالسلام ، فقيل لعلي : كيف تخرج وعدونا في مكاننا يغير علينا ، فانصرفوا وانصرف أمير المؤمنين إلى الكوفة ، ومضى الخوارج إلى شهرزور ونواحيها (٤) ، يغيرون ويقتلون (٥) ويسبون ، ورئيسهم من أهل الكوفة عبد الله بن وهب وزيد بن حصن ، ومن أهل البصرة مسعر بن فدكي والمستورد بن علقمة.
فسار إليهم علي مع قيس بن سعد ، وسهل بن حنيف ، ومعقل بن قيس ، وشريح بن هانئ ، ومالك الأشتر ، في زهاء عشرة آلاف رجل ، فلما صار إلى النهروان خاطبهم واحتج إليهم
__________________
(١) هو : قيس بن سعد بن عبادة بن ديلم بن حارثة بن أبي خزيمة بن ثعلبة بن طريف بن الخزرج بن ساعدة بن كعب بن الخزرج ، أبو عبد الله ، روى عنه عبد الله بن مالك الحيشاني ، وعبد الرحمن بن أبي ليلى ، وأبو عمار الهمداني ، والشعبي ، وآخرون ، قيل : شهد فتح مصر ووليها للإمام علي كرم الله وجهه ، مات بعد خروجه إلى الشام في آخر ولاية معاوية ، انظر : سير أعلام النبلاء (٣ / ١٠٢ ـ ١١٢) ، طبقات ابن سعد (٦ / ٥٢) ، مروج الذهب (٣ / ٢٠٥) ، أسد الغابة (٤ / ٢١٥).
(٢) موضع قريب من أوانا على نهر دجيل عند دير الجاثليق. معجم البلدان لياقوت (٥ / ١٢٧ ـ ١٢٨).
(٣) هو : عبد الله بن خباب بن الأرت المدني حليف بني زهرة. روى عن أبيه وأبي بن كعب ، وعنه عبد الله بن الحارث بن نوفل ، وعبد الله بن أبي الهذيل ، وسماك بن حرب ولم يدركه قال العجلي : ثقة من كبار التابعين قتلته الحرورية أرسله إليهم علي فقتلوه ، روى له الترمذي ، والنسائي حديثا. قال الغلابي : قتل سنة (٣٧ ه) ، وكان من سادات المسلمين. ذكره ابن حبان في الثقات ، انظر : تهذيب التهذيب (٥ / ١٩٦) ت (٣٤٠٠).
(٤) شهرزور : بالفتح ثم السكون وراء مفتوحة بعدها زاي ، وواو ساكنة وراء كورة واسعة في الجبال بين إربل ، وهمذان أحدثها زور بن الضحاك ، وأهل هذه النواحي أكراد ، انظر معجم البلدان لياقوت (٣ / ٣٧٥ ـ ٣٧٦).
(٥) نهاية الصفحة [١٦٦ ـ أ].