وكان الأشعث دعيا في بني كندة ، لأنه أشعث بن قيس بن حرزاذ بن سنجيب رجل من الفرس وشخص مع بني عمرو بن معاوية بابنة حرزاذ ، فلما انتهوا إلى حضرموت هلك سنجيبب ، فضمه معاوية بن جبلة إلى ولده فنسب إليهم ، وسمي حرزاذ معدي كرب ، فغلب عليه الأشعث بن قيس بن معدي كرب بن جبلة ، وإنما هو ابن سنجيب الفارسي ، ولذلك قال علي عليهالسلام فيما حكى الأسود بن سعيد بن قيس الهمداني أن عليا عليهالسلام كان جالسا في الرحبة إذ طلع الأشعث بن قيس (١) «بن معدي كرب بن جبلة» (٢) ، فسلم ثم جلس فقال : يا أمير المؤمنين جئت خاطبا ، قال : إلى من؟
قال : إليك.
قال : أحمقة كحمقة أبي بكر ، يا أشعث يأبى ذلك عليك سنجيبب.
فقال الأشعث : وما سنجيبب؟
قال : رجل من الفرس ، لما تمزق ملك بني عمرو بن معاوية شخص مع كندة إلى اليمن وابنه حرزاذ معه غلام ، فلما انتهوا إلى حضرموت هلك سنجيب فانتسب حرزاذ جدك الذي يقال له : معدي كرب إلى جبلة بن معاوية.
وكان الأشعث بن قيس لما ارتد عن الإسلام ، وتحصن بحصنه النجي ، بعث إليه أبو بكر زياد بن لبيد البياضي (٣) فأخذه ، ومن عليه أبو بكر وزوجه أخته أم فروة (٤).
__________________
(١) نهاية الصفحة [١٧٦ ـ أ].
(٢) ساقط في (أ).
(٣) هو : زياد بن لبيد بن ثعلبة بن سنان بن عامر بن عدي بن أمية الأنصاري الخزرجي البياضي الشامي ، شهد العقبة ، وبدرا ، وتوفي رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وهو عامله على حضر موت ، روى عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وعنه سالم بن أبي الجعد ، توفي في أول ولاية معاوية ، وقال الطبراني : سكن الكوفة ، وقال مسلم ، وابن حبان : سكن الشام ، زاد ابن حبان : وكان من فقهاء الصحابة ، وقال ابن قانع : توفي سنة إحدى وأربعين ، انظر : تهذيب التهذيب (٣ / ٣٨٣ ت ٢١٨٥) ، التقريب (٢١٠٣) ، الجرح (٣ / ٥٤٣ ت ٢٤٥٢) ، تهذيب الكمال (٩ / ٥٠٦ ت ٢٠٦٦) ، طبقات ابن سعد (٣ / ٥٩٨) الكاشف (١ / ٣٣٤).
(٤) هي أم فروة بنت أبي قحافة ، أخت أبي بكر بن أبي قحافة ، أمها هند بنت نفيل بن بجير بن عبد بن قصي ، هي التي زوجها أبو بكر من الأشعث بن قيس فولدت له محمدا ، وإسحاق ، وحبابة ، وقريبة ، وأم فروة كانت من المبايعات ، قال ابن عبد البر في الاستيعاب : وروى عن القاسم عبد الله ، وعبيد الله ابنا عمر العمريان ، وقال بعضهم في أم فروة هذه : الأنصارية ، وهو وهم ، وإنما جاء ذلك ، والله أعلم لأن القاسم بن غنام يقول في حديثها مرة : عن جدته الدنيا عن جدته القصوى ، ومرة عن بعض أمهاته عن عمة له ، وقال ابن حجر : أم فروة عمة القاسم بن غنام الأنصارية كانت من المبايعات ، وقال أيضا : ذكر ابن عبد البر ، الطبراني في أن أم فروة هذه هي بنت أبي قحافة أخت أبي بكر الصديق ، وتبعه على ذلك القاضي أبو بكر بن العربي ، وغيره ، ووهموا من قال : إنها أنصارية ، انظر : الاستيعاب (٤ / ٥٠٤ ت ٣٦٢٨) ، الإصابة (١٢٢٠١) تهذيب التهذيب (١٢ / ٤٧٦ ت ٩١٠٦) ، الثقات (٣ / ٤٦٠) ، أعلام النساء (٤ / ١٦٠) ، تجريد أسماء الصحابة (٢ / ٣٣١) ، تقريب التهذيب (٢ / ٦٢٣) ، أسد الغابة (ت ٧٥٦٥) ، تهذيب الكمال (٣٥ / ٣٧٨ ت ٧٩٩٩).