[١٨٣] أخبرنا (١) علي بن جعفر بإسناده عن هلال بن خباب أن الحسن عليهالسلام خطب بالمدائن فقال : يا أهل الكوفة والله لو لم تذهل نفسي عنكم إلّا لثلاث لذهلت : لقتلكم أبي ، ولطعنكم فخذي ، وانتهى بكم ثقلي.
[١٨٤] وأخبرنا علي بن يزيد بإسناده عن عمير بن إسحاق : قال : دخلت أنا ورجلان على الحسن بن علي عليهالسلام نعوده ، وجعل يقول لصاحبي : سلني قبل أن لا تسألني.
فقال : يعافيك الله ، فقام فدخل ثم خرج إلينا وقال (٢) : ما خرجت إليكم حتى لفظت طائفة من كبدي أقلبها بهذا العود ، ولقد سقيت السّمّ مرات (٣) فما لقيت شيئا أشد (٤) من هذه المرة ، وغدونا إليه من الغد فإذا هو في السوق (٥) ، وجاء الحسين عليهالسلام فجلس عند رأسه فقال : يا أخي من صاحبك؟.
فقال : لم ، أتريد قتله؟.
قال : نعم.
قال : لا إن كان الذي أظن فالله أشد «نقمة» (٦) له ، وإن كان بريئا فما أحب أن يقتل بي بريء (٧).
__________________
(١) السند هو : أخبرنا علي بن جعفر بن خالد الرازي ، قال : حدثنا ابن سلمة قال : حدثنا إبراهيم بن عمر بن الحسن الراشدي عن بكر بن عبد العزيز عن هلال بن خباب. والخبر أخرجه بسنده هذا الإمام أبو طالب صاحب تيسير المطالب ص (٢٠٧).
(٢) في (ب ، ج) : فقال.
(٣) في (أ) : سقيت السم مرارا.
(٤) في (أ، د) : فما لقيت شيئا أشد.
(٥) السوق بفتح سين مهملة وتسكين الواو : أي في لحظات الاحتضار ، نزع الموت.
(٦) ساقط في (أ).
(٧) انظر المقاتل ص (٨١) ، الغرى (٢ / ٤٧٣) ، ففي مقاتل الطالبيين ـ بعد السند ما لفظه : وحدثني أبو عون أحمد بن عون عن عمير بن إسحاق ـ (وفي شرح النهج ـ عمران بن إسحاق) ـ واللفظ له قال : كنت مع الحسن والحسين في الدار فدخل الحسن المخرج ثم خرج فقال : لقد سقيت السم مرارا ، ما سقيته مثل هذه المرة ، ولقد لفظت قطعة من كبدي ، فجعلت أقلبها بعود معي ، فقال له الحسين : من سقاكه؟ فقال : وما تريد منه؟ أتريد أن تقتله! إن يكن هو هو ، فالله أشد نقمة منك ، وإن لم يكن هو فما أحب أن يؤخذ بي بريء ، انظر : مقاتل الطالبيين ص (٨١) ، شرح النهج (١٦ / ٤٩ ـ ٥٠) الإرشاد في أسماء أئمة الهدى للشيخ المفيد ، طبعة طهران ١٣٣٠ ه ص (١٧٢) ، تاريخ اليعقوبي. طبعة ليدن (١٨٨٣ م) ، (٢ / ٢٠٠) صفة الصفوة لابن الجوزي. طبعة الهند (١٣٥٦ ه) (١ / ٣٢٠) ، تهذيب التهذيب طبعة الهند (١٣٢٥ ه) ، (٢ / ٣٢٠) تهذيب تاريخ ابن عساكر. طبعة دمشق (١٣٣٢ ه) (٤ / ٢٢٦) ، سير أعلام النبلاء (٣ / ٢٧٣) ، في ترجمة الحسن عليهالسلام ، حلية الأولياء (٢ / ٣٨) ، من طريق محمد بن علي.