الحسين عليهالسلام وزيد يومئذ صغير يلعب مع الصبيان فكبا لوجهه فدمى فقام إليه أبوه علي بن الحسين عليهالسلام فزعا يمسح الدم عن وجهه.
فقال : أعيذك بالله أن تكون المصلوب بأرض العراق ، فإنا كنا نتحدث أن رجلا منا يقال له زيد يصلب بأرض العراق في سوق من أسواقها ، من نظر إلى عورته متعمدا أصلي الله وجهه النار (١).
[٢٠٧] أخبرنا (٢) علي بن الحسن بن سليمان البجلي بإسناده عن جعفر بن محمد ، عن أبيه عن جده ، عن الحسين بن علي عليهمالسلام أن عليا أمير المؤمنين صلوات الله عليه خطب على منبر الكوفة ، فذكر أشياء وفتنا حتى ذكر أنه قال : ثم يملك هشام تسع عشرة سنة ، وتواريه أرض رصافة رصفت عليه بالنار ، ما لي وما لهشام جبار عنيد قاتل ولدي الطيب المطيب ، لا تأخذه رأفة ولا رحمة ، يصلب ولدي بكناسة الكوفة زيد في الذروة الكبرى من الدرجات العلى ، فإن يقتل زيد فعلى سنة أبيه ، ثم الوليد فرعون خبيث شقي غير سعيد ، يا له من مخلوع قتيل ، فاسقها وليد ، وكافرها يزيد وطاغوتها (٣) أزيرق يزيد متقدمها ابن آكلة الأكباد ، ذره يأكل ويتمتع ويلهمه الأمل ، فسوف يعلم غدا من الكذاب الأشر (٤).
[٢٠٨] أخبرنا عبد الله بن الحسن بن مهدي الكوفي العطار بإسناده عن إبراهيم بن محمد بن سعيد الثقفي قال : قال جرير بن عبد الحميد : كانت خشبة زيد بن علي عليهالسلام يحرسها أربعون رجلا.
__________________
(١) أخرجه صاحب كتاب مقاتل الطالبيين بروايتين ، وقد مزج المؤلف رحمهالله بينهما انظر ص (١٢٨) ، كما أخرجه الإمام المهدي في منهاجه عن محمد بن الحنفية ، انظر : الروض النضير للسياغي (١ / ١١٠) ، (١١١) عن ما هنا.
(٢) السند هو : أخبرنا علي بن الحسن البجلي ، قال : حدثنا أحمد بن صالح الضميري ، قال : حدثنا أحمد بن زنبور الملكي ، قال : حدثنا سفيان بن عيينة ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه عن جده ، عن الحسين.
(٣) نهاية الصفحة [٢١٨ ـ أ].
(٤) الخبر أخرجه الديلمي في المشكاة وقد وردت أحاديث وأخبار عديدة في الإمام زيد عليهالسلام ، انظر : الروض النضير للسياغي (١ / ١٠٨ ـ ١١١).