ولك عهد الله وميثاقه وذمته وذمة رسوله إن تبت ورجعت من قبل أن أقدر عليك أني أؤمنك وجميع ولدك وإخوانك وأهل بيتك ، على دمائكم وأموالكم (١) ، وأسوّغكم ما أصبتم من دم وأموال ، وأعطيك ألف ألف درهم ، وما سألت من الحوائج ، وأنزلك من البلاد بحيث شئت ، وأخلي من في حبسي (٢) من أهل بيتك ، وأؤمن كل من آواك أو بايعك ، أو دخل في شيء من أمرك ، «ثم» (٣) لا أتبع أحدا منهم بشيء كان منهم أبدا ، وإن أحببت أن تتوثق لنفسك فوجه إليّ من أحببت يأخذ لك مني الأمان والعهد والميثاق ما تثق به وتطمئن (٤) إليه إن شاء الله. والسلام (٥).
فكتب إليه محمد بن عبد الله بن الحسن : من عبد الله محمد أمير المؤمنين إلى عبد الله بن محمد ، (طسم ، تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْمُبِينِ ، نَتْلُوا عَلَيْكَ مِنْ نَبَإِ مُوسى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ...) إلى قوله تعالى : (ما كانُوا يَحْذَرُونَ) [القصص : ١ إلى ٦].
وأنا أعرض عليك (٦) من الأمان ما عرضت علي ، وأنت تعلم أن الحق حقنا وأنكم ادعيتم هذا الأمر بنا ، وخرجتم له (٧) بشيعتنا ، وأن أبانا عليا كان الإمام ، فكيف ورثتم ولايته دون ولده ، ثم قد علمت (٨) أنه لم يطلب هذا الأمر أحد له مثل نسبنا ، ولا شرف مثل شرف أبينا ، وإنا لسنا من أبناء الطلقاء ، ولا العتقاء ، ولا اللعناء ، ولا الطرداء (٩) ، وأنه لا يمتّ أحد من بني
__________________
(١) في (أ، د) : دمائهم وأموالهم.
(٢) في (أ) : وأخلي من في محبسك.
(٣) ساقط في (ب ، ج).
(٤) نهاية الصفحة [٢٤٢ ـ أ].
(٥) نص الرسالة وكذا جواب صاحب الترجمة عليها في الطبري (٦ / ١٩٥).
(٦) في (ب) : وأنا أعرض عليك.
(٧) في (ب) : وخرجتم لهم.
(٨) في (ب) : علمتم.
(٩) الطلقاء هم : الذين دخل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم مكة بعد فتحها ، وقال : «اذهبوا فأنتم الطلقاء» وهم كثر ، والعتقاء أيضا هم الطلقاء. وأما اللعناء فهم : معاوية بن أبي سفيان ، أبو سفيان ، والحكم بن أبي العاص ، ومروان بن الحكم. وأمّا الطرداء فهم : الحكم بن أبي العاص ، ومعاوية بن المغيرة بن أبي العاص ، وهما جدّا عبد الملك بن مروان من قبل أمه وأبيه ، وهناك الحاكي وهو الحكم والمخلع بن أبي العاص ، إذ كان يحكي مشية رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فالتفت يوما فرآه ، فدعا عليه ، فلم يزل مخلج المشية عقوبة من الله تعالى ، انظر : الغدير للأميني (٨ / ٢٤٣) وما بعدها ، (١١ / ٨٨) ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد المعتزلي (٤ / ٦١٢) وصفحات أخرى.